للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فائدة القرض من المصارف المالية

قرأت السؤال الذي وجهه إليَّ الفاضل (محمد عبد الفتاح محمود الحسن - من فلسطين) في البريد الأدبي بالعدد ٥١٥ من الرسالة الغراء، فيما يتعلق بفائدة القرض من المصارف المالية، وإني لا أشك في شدة الحاجة إلى وضع حد بيّن في هذه المسألة المتصلة اتصالاً وثيقاً بحياة المسلمين الاقتصادية في هذا العصر، وأقرر في الوقت نفسه أن وضع هذا الحد في مثل تلك المسألة التي تشعبت فيها الآراء قديماً وحديثاً، واتخذت على ألسنة بعض الناس في جميع فروعها صفة العقيدة ليس من السهل أن يبادر به فرد واحد، وإنما ينبغي أن يصدر عن هيئة دينية كجماعة كبار العلماء في الأزهر، حتى تكون له قيمته العملية وتتلقاه القلوب بصدق وإذعان

ولقد توجهت منذ عامين إلى جماعة كبار العلماء باقتراح يتضمن أن تعالج الجماعة أمثال هذه المسألة مما (جد ويجد في المعاملات ويحتاج المسلمون إلى معرفة حكم الشرع فيه). ولا يزال هذا الاقتراح بين يدي فضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر ورئيس الجماعة الموقرة. هذا ما أراه الآن وللسائل الفاضل تحياتي

محمود شلتوت

عثرات. . .

أما الأولى ففي كلام أديبنا الكبير الدكتور زكي مبارك:

(يا مهاةً لا تخطر إلا في البال)

كلام جميل. . . لكنه غير دقيق، ففي العبارة ما يسميه علماء المعاني (القصر)

وفي قصر خطور هذه المهاة على (البال) نظر، كما يقول سادتنا الأزهريون، إذ أنه يقتضي جواز خطورها بشيء آخر غير البال. . .

أفهم أن يقال: (لا تخطر إلا في بالي) فالقصر واقع على باله وحده دون بال غيره من الناس. وإن كان في هذا المعنى غضٌّ من جمال هذه المهاة الذي لا يؤثر إلا فيه وحده، أما قصره الخطور على (البال) دون سائر جوارح البدن، فهو قصر لا معنى له.

وأما الثانية ففي كلام فضيلة الأستاذ الكبير الشيخ محمود شلتوت إذ يقول: (وهل إذا قال

<<  <  ج:
ص:  >  >>