للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وما كدنا نفرغ من هذا الحوار الهادئ حتى رأينا رجلاً يقول: يا دكتور طه بك، عندي مؤلفات عميقة جداً لا يفهمها أحد غيرك، فمتى أعرضها عليك، لأعرف رأيك؟

فقلت: اسمع يا حضرة المؤلف العميق، إن الدكتور طه مشغول في هذه الأسابيع، فانتظر إجازته الصيفية ليَفرُغ لك ولأمثالك من أهل العمق العميق!

وتفضل حضرة المؤلف فمنح الدكتور طه بطاقته الغالية ليذكره حين يستريح في إجازة الصيف!

قال الجراح الدكتور محمد كامل حسين وهو يتأمل تلك البطاقة المزخرفة: يجب على وزارة المعارف أن تؤلف لجنة لدرس مؤلفات هذا المؤلف العميق!

فقلت: ومن أجل هذا المؤلف توصد الأبواب في وجه الجاحظ!

وأسرع الدكتور طه فانصرف قبل أن يتم الحديث

مع الشيخ مصطفى باشا

ولقيت فضيلة الأستاذ الجليل مصطفى عبد الرازق باشا عند الباب فرجعت معه لآنس بحديثه لحظات، ولم أكن رأيته منذ شهور طوال فاقترحت عليه أن يقيم في كل سنة موسماً دراسياً بالرواق العباسي، إحياء لذكرى الشيخ محمد عبده، فقال إن ذكرى الشيخ تقع في يونية. فقلت ليس المهم ذكرى الوفاة وإنما المهم ذكرى الدرس، وهي مقيدة بالعام الدراسي

- في النية أن تقام في مباني الأزهر الجديدة قاعة محاضرات باسم الشيخ محمد عبدة

- أهم من هذا أن يقترن الرواق العباسي باسم الشيخ محمد عبده، ففي ذلك الرواق تألق نجم الشيخ، وفيه دارت المساجلات بين طلاب الحق واليقين

- ما الذي يمنع من أن تقدم هذا الاقتراح لفضيلة الشيخ المراغي؟

- الشيخ المراغي يرحب كل الترحيب، فاستعد أنت، وليستعد من انتفعوا بآراء الشيخ محمد عبده، عساكم تحيون ذكراه بأبحاث متصلة بالمعضلات العقلية في هذا الجيل

ثم تحدثنا في تأثير الشيخ عبده في زمانه، فقال الشيخ مصطفى: كان السلطان حسين كامل يحمل المصحف دائماً. وكان يقول: أنا مسلم على مذهب الشيخ عبده

وتحدثنا عن صنيع الشيخ رشيد رضا في نشر مؤلفات الأستاذ الإمام فقال الشيخ مصطفى: خدمات الشيخ رشيد لا تنكر، ولكنه ظل بعيداً عن روح الشيخ عبده، فقد كان يسرع إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>