للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فارق إسكندر مضجعه بقلب كليم إجابة لنصحائه وإجابة لواجبه في هذه البلاد النائية. ولكني أحسب الجرح قد ذهب مع إسكندر إلى قبره!

إسكندر العظيم لم يعظم عليه مطلب، ولا بعدت على همته غاية، ولا ثبتت في طريقه دولة، ولا وهن قلبه في سلم ولا حرب، ولكن إسكندر الفاتح القاهر، والملك المسلط، لم يحتمل وخزة واحدة من وخزات الضمير، فخر كالطفل يبكي ويتململ، وكاد يبخع نفسه فرارا من الندم!

أن عذاب الضمير هو العذاب الأكبر، ولكن لا يعرفه الا ذوو الضمائر، وقليل ما هم!

لله در كليتوس! لقد ذهب مثلا في الوفاء، وأين في الدنيا الأوفياء؟

ولله در كليتوس صريع الوفاء! ولله در إسكندر صريع الوجدان!.

<<  <  ج:
ص:  >  >>