للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اسمها (برباره وتز لرود) من عائلة غنية وذات مركز هام في الهيئة الاجتماعية. وقد تكلم كوبيرنكيوس اللغة الألمانية (لغة أمه)، غير أنه علم في البيت شيئاً من اللاتينية واليونانية مات أبوه وهو في السادسة عشرة من عمره فبقى مع أمه وعمه حتى سنة ١٤٩١ عندما أرسل إلى الجامعة (كراكاو)، حيث بقى ثلاث سنين تعلم أثناءها الرياضيات. وقد حصل أثناء دراسته تلك على مهارة في الرسم. وفي عام ٤٩٥ سافر إلى إيطاليا حيث قضى بضع سنوات درس أثناءها القانون والفلك والأقرباذين في (بولونيا) و (بادوا). غير أن ميله كان إلى الرياضيات أشد

وبعد تبحره في الفلك ذهب إلى (روما) لزيارة صديقه (رجيومنثانوس) أشهر علماء الفلك، وأذيعهم اسماً حينذاك. وقد تلقاه ذلك الصديق باحتفاء لائق، وكان ذلك عام ١٥٠٠؛ وهنالك بمساعدة صديقه المذكور، ولحسن أخلاقه انتخب أستاذاً للرياضيات. وقد قضى تلك السنة في روما ألقى أثناءها محاضرات في علم الفلك مختلفة. وقد شاهد في السادس من نوفمبر هذه السنة خسوف القمر في روما

ترك الأستاذ نيكولاوس روما عام ١٥٠٥ بعد أن كان قد حصل على شهادة دكتور قبل ذلك بسنتين قاصداً بلده الأصلي (بروسيا)، وسكن في هيلبرغ كفلكي نعمه (مطران ارمرلند). وهنالك أخذ يتدخل في أمور الدين، وما زال كذلك حتى حصل على شهادة في القوانين الكنيسة وأصبح راهباً. ويقال إنه كان يقسم يومه العملي إلى أقسام ثلاثة: أما الأول فكان يصرفه في إتمام فروض وظيفته؛ والثاني يصرفه في منح النصائح الطبية لفقراء الناس. والثالث يصرفه في الدراسة والبحث

بعد أن رجع إلى بروسيا - كما قلنا - وكان في الخامسة والثلاثين من العمر بدأ في استخدام معرفته الرياضية ومشاهداته المختلفة العديدة، في سبيل إصلاح ما كان قد التصق بعقول القوم من نظريات فلكية، فكانت نتيجة ما حاول ظهور كتابه الأشهر الموسوم (بأفلاك الأجرام السماوية) (نورمبرغ ١٥٤٣) وقد فرغ من عمل الكتاب المذكور عام ١٥٣٠ غير أنه لم ينشره بل بقى متردداً خوفاً من أن يرمى بالهرطقة، وأن تكسد سوق كتابه لما احتواه من أفكار ونظريات في الفلك حديثة وغريبة، على قوم كانوا غارقين في لجج من الأضاليل والخرافات والاعتقادات. وبقى على حالته تلك اثنتي عشرة سنة، أزمع

<<  <  ج:
ص:  >  >>