للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إلى شيء آخر غير الإعجاب بعمله، كان يرغب في الحصول على لقب دوقة لزوجه وعلى الأذن له بدخول فناء قصر اللوفر في عربة كآل روهان (وهم من سلالة ملوك بريتانيا) فلما خيب الوزير أمله، انضم في الحال إلى الثائرين على الرغم من رأي والده وأسرته، وأسرع إلى باريس لمقابلة الدوقة دي لونجفيل التي أعدت خطة لأضرام نار حرب أهلية. وقد حاولت أن تضم إليها أخاها الدوق رانجان الذي أصبح أمير كونديه بعد موت أبيه في عام ١٦٤٦، ولكنها أخفقت لأن الملكة غمرته بالنعم الجزيلة ثمناً لمساعدته إياها

أخذ كونديه بعضد الملكة وأنقذ البلاط من الثائرين وأصبح صاحب الكلمة النافذة فيه، فألحف في طلب المال لنفسه والمزايا لأصدقائه ومن بينهم لاروشفوكو , وأجابه مازاران إلى ما طلب ولكن النبلاء تقدموا إلى الملكة أن تلغى هذه المزايا فألغتها في ١٠ اكتوبر عام ١٦٤٩. وفي ذلك اليوم كتب لاروشفوكو في كراسة يذم الوزير ويسخط عليه لأنه (قاوم طموحه مقاومة عنيفة). وجملته الأخيرة تدل على روح النبلاء في ذلك العصر، وبقيت هذه الكراسة مجهولة من الناس حتى عثر بها فكتور كوزان في أوراق كونررا ونشرها

ولما ضاق الوزير ذرعا بكونديه استعمل الخديعة حتى ألقى عليه القبض هو والدوق دي لونجفيل وقد حريتهما في الهافر، وخافت الدوقة دي لونجفيل أن تصير إلى ما صار إليه زوجها فهربت إلى هولانده بمساعدة لاروشفوكو

وفي ٥ فبراير ١٦٥٠ مات والد لاروشفوكو، فاتخذ من إقامة المأتم ذريعة إلى جمع كثير من النبلاء والفلاحين والجياد (٧٠٠ نبيل، ٨٠٠ فلاح، ٢٠٠٠ جواد خطبهم واستوقد حماستهم لمحاربة جنود الملك. ولكن هؤلاء قهروا رجاله وأهلكوا زرعه ودمروا قصره في (فرتى). ويقول أحد أصدقائه أن لاروشفوكو لما بلغه خبر الدمار الذي أصاب القصر الناطق بعظمة أجداده، اعتقد أن الدوقة دي لونجفيل ستقدر له هذه التضحية في سبيلها حق قدرها، وبعث هذا الاعتقاد في نفسه سروراً كبيرا. وقبل انقضاء شهر فبراير هدأت الحال وأطلق سراح كونديه ومن معه، وغادر مازاران البلاد حتى تسكن العاصفة

استرد كونديه حريته ولكنه أضمر الشر للوزير والملكة. ولما بلغ لويس الرابع عشر رشده في ٦ سبتمبر عام ١٦٥١، وأقيمت لهذه المناسبة حفلة فخمة: في قصر اللوفر لم يحضرها كونديه وأعوانه خشية أن تنال الملكة منهم منالا. وعرفت أخته الدوقة دي لونجفيل ميله

<<  <  ج:
ص:  >  >>