للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

البلبل والزهرة

لأسكار ويلد

ترجمة الأستاذ محمود الخفيف

صاح الطالب الشاب قائلا (وعدت أنها سوف تراقصني إن أنا أحضرت لها ورداً أحمر، ولكن ليس في حديقتي كلها وردة حمراء).

فسمعه البلبل وهو في عشه على شجرة السنديان وتطلع إليه في دهشة من خلال الأوراق وأردف الفتى قائلاً وقد اغرورقت بالدمع عيناه الجميلتان (لن توجد وردة حمراء في حديقتي كلها! آه. كم تكون السعادة رهينة بأتفه الأمور! لقد قرأت كل ما كتبه العقلاء ووقفت على أسرار الفلسفة ومع ذلك أرى حياتي يكتنفها الشقاء من أجل وردة حمراء)!

وعندئذ قال البلبل (ها قد لقينا في النهاية محبا صادقا. لقد طالما تغنيت بذكره الليلة تلو الليلة ولو لم أكن أعرفه. ولقد طالما تحدثت عنه إلى النجوم. وهأنذا أراه الآن! إن شعره فاحم كزهرة الخزامى، وان شفتيه لتمثلان في حمرتها الوردة التي يطلب، ولكن تواجده قد أحال لون وجهه إلى لون العاج المصفار، كما أن الأسى قد ترك طابعه فوق جبينه).

وتمتم الطالب قائلا (سوف يقيم الأمير حفلا مساء غد وستكون عشيقتي هناك، فان أنا أحضرت لها وردة حمراء فإنها ستراقصني حتى مطلع الفجر، وسوف تسند رأسها إلى كتفي، وتضع يدها في قبضة يدي. ولكن ليس في حديقتي وردة حمراء، وإذا فسوف أنزوي وحيدا، وستمر بي عشيقتي فلا تأبه لي، وإذ ذاك يتحطم قلبي!) وعاد البلبل إلى حديثه قائلا (ها هو ذا محب وفي حقا! انه يشقى بما أترنم أنا به، وان هذا الذي بعد مبعث الجذل عندي أراه عنده مبعث الهم والألم. حقا ان الحب لشيء عجيب! أانه أغلى ثمناً من الزمرد، وأندر من تلك الجواهر المعروفة بعين الهر، ولا يمكن أن يقوم باللآلئ، كما انه لن يعرض في الاسواق، ولن يوجد عند تاجر أو يوزن في ميزان الذهب)

وقال الفتى (سوف تجلس جوقة الموسيقى في البهو، وسوف يعزف أفرادها على آلاتهم، وعندئذ سوف ترقص عشيقتي على نغمات العود والقيثار، وسترقص في خفة حتى لن

<<  <  ج:
ص:  >  >>