للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

أوراق متساقطة من (قصة الأدب)

قرأت في كتاب (قصة الأدب) للأستاذين أحمد أمين وزكي نجيب محمود ما يأتي:

(. . . ولئن كان المصريون الأولون ينقشون آثارهم على جلاميد الصخر، فقد كانت بابل تكتب آثارها على ألواح من الطفل وهي أيسر حملاً وأخف ثقلاً)

فإن كان ذلك حقاً فمن العجيب ألا نجد للبابليين أدباً أو شبه أدب

والجواب، كما ذكره الأستاذان: (أنه لم يحدث ذلك لأن القراءة الشعبية لم يكن لها وجود، ولم يكن يعرف القراءة والكتابة إلا نفر قليل من القساوسة والنساخ، وكانت الكتابة مقصورة على موضوعات الدين وأعمال الملوك)

وهل اقتصرت الكتابة حقيقة على موضوعات الدين وأعمال الملوك؟ فأين ذهبت ملحمة كلكاميش إذن؟

أنا ما كنت أعرف عن هذه الملحمة شيئاً إلى أن قرأت عنها في مجلة (الثقافة) في العدد الثالث والثلاثين، السنة الأولى، تحت عنوان: (أقدم شعر في التاريخ) ما يأتي بنصه:

(قد يظن القارئ أول وهلة أن أقدم شعر عرفته الإنسانية هو الشعر الهندي في أثرية المعروفين (الرامايانا) و (المهابهارتا) وكذلك الشعر الهوميري لأن كليهما يعود تاريخه إلى ما لا يقل عن عشرة قرون قبل الميلاد، ولكن الأستاذ جورج كونتنو أمين القسم الشرقي بمتحف اللوفر، بمجموعة الأشعار التي قدمها أخيراً مترجمة عن البابلية تحت اسم (ملحمة جلجاميش) يؤكد أن هذه المجموعة هي أقدم شعر عرفته الإنسانية لأن تاريخها يرجع إلى ما قبل التاريخ المعروف)

(وهذه المجموعة عبارة عن ملحمة شعرية تقص نبأ حياة جلجاميش بطل القصة، وكيف أنه مركب من جزء من الإنسان وجزأين من الآلهة على عكس خصمه انكيدو المركب من طبيعة حيوانية صرفه. وتفيض الملحمة بعد ذلك في وصف بطولة جلجاميش، وكيف أنه قاد أنكيدو المركب من طبيعة حيوانية إلى أرض خصبة وأكسبه صفات إنسانية، ولكنهما بعد ذلك اختلفا وتخاصما ونشبت بينهما معركة تشبه في كثير المبارزات التي وصفتها الإلياذة والمهابهارتا. ولكنهما خرجا أخيراً من هذه المعركة صديقين لا ينفصلان)

<<  <  ج:
ص:  >  >>