للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- أنا أحب أن أرى!

- أنت تعرف أني أبغض المزاح الثقيل

- وأنت تعرفين أني أبغض الجد اللطيف

- يظهر أننا أطفال

- نحن أطفال كبار، والطفل الكبير هو الطفل اللوذعي، لأن مطالبه مطالب رجال، لا مطالب أطفال

- وماذا تطلب أيها الطفل اللوذعي؟

- أطلب تغريدة تعبر بها الكمنجة عما أريد

ولكن الشقية رمت الكمنجة، ومدت يدها إلى المكتبة فأخرجت كتاب (ليلى المريضة في العراق)

- تصفح الكتاب، ثم اقرأ ما طوق بعلامة الخطر، وهي التأشيرة الحمراء

- اقرئي أنت

- أنا أحب أن أسمع صوت المؤلف، لأتفوق على من يتباهون بأنهم رأوا المؤلف

- كتاب ليلى لا يقرأ، وإنما يرتل، وصوتك أندى في الترتيل

- أنا أحب أن أسمع صوتك في مواقف الصبوات

عند ذلك تمثل ماضي الجميل، ماضي في ضيافة ليلى وظمياء، ماضي الذي لم يظفر بمثله أي عاشق في أي زمان

وعند ذلك تمثل شقائي في بغداد، وأي شقاء؟

كنت أرجع من دروسي بدار المعلمين العالية أو محاضراتي بكلية الحقوق فأرى العربات محملة بأقوام يمضون إلى سهرات المساء ضاحكين حالمين، وأراني أمضي إلى داري لأقضي الليل بين الورق والمداد

هل أنسى أني استهديت أحد أصدقائي عشاء في داره لأقول أني ذقت طعاماً في أحد بيوت العراق؟

البيوت العراقية مفتحة الأبواب لكل زائر، ولكني لم أهتد إلى هذه الحقيقة إلا بعد أن طال عذابي بالوحشة والانفراد في ليالي بغداد

<<  <  ج:
ص:  >  >>