للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

للموت؟

هذه قضية تستحق الدرس، فمتى تدرس؟ ومتى تفهم أن هنالك أسراراً لحيوية اللغة العربية غير الأسرار التي تحدث عنها الأسلاف؟

فخر الترك

أكتب هذا بعد ساعات قضيتها مع فخر الترك، وهو علم الدين أيدمر المحيوي، أحد شعراء مصر في القرن السابع، وهو تركي الأصل بإجماع من تحدثوا عن شعره البليغ، وهم الذين سموه (فخر الترك) لأنه في نظرهم أشعر من عرفوا من الأتراك في ذلك الزمان

وقد سكت التاريخ الأدبي عن هذا الشاعر فلم يذكره إلا في مناسبات قليلة جداً، ولولا عناية (دار الكتب المصرية) بطبع المختار من شعره لظل من المجاهيل

وهل التفت أحد إلى هذا الشاعر بعد أن نشرت مختارات أشعاره في سنة ١٩٣١؟

الذنب يقع على رأس دار الكتب المصرية، فقد غلت في ثمن تلك المختارات فجعلته ثلاثة قروش، وبثلاثة قروش نشتري علبة سجائر، وهي أنفع من أي ديوان!

مؤلف مجهول

تعب الأستاذ أحمد نسيم رحمه الله في البحث عن ترجمة وافية لعلم الدين المحيوي، ثم انتهى إلى أنه شاعر نبغ في منتصف القرن السابع، وقرر أن ديوانه ضاع، ولم يبق غير مختارات دونها أحد الأدباء المجهولين

وأقول إن في هذه المختارات قطعة تشهد بأن المحيوي كان شغل نفسه بالتأليف، على نحو ما كان يؤلف عشاق الأدب في العصور الخوالي، فأين الكتاب الذي ألفه هذا الشاعر البليغ؟

لم يقل أحد إن المحيوي كان مؤلفاً، ولم يلتفت قارئو ديوانه إلى أنه كان من المؤلفين، وأنا قد التفت إلى هذه الناحية عن غير قصد، حين رأيته يقول في إهداء مجموع له إلى الصاحب محيي الدين محمد بن سعيد:

العبد أيدَُمرُّ تْطلَّب تُحفةً ... تُكسَى القبول لسيد الأصحاب

فرأى أجل هدية تُهدَى له ... ذَوْبَ النُّهى ونتائج الألباب

فأجال في روض القرائح فكره ... ثم انتقى منه لُباب لباب

<<  <  ج:
ص:  >  >>