للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الجيش، ووضع السلطان طبقا ملؤه الذهب الإبريز الخليفة وقال له تقدم وكله لسد جوعك، فقال الخليفة ليس هذا مما يأكل الإنسان! فقال السلطان إذن ما ضرك لو كنت قسمته على أعوانك وجيشك ليكون وسيلة لقوة أمرك وداعيا لنصرتك؟ ولم لم تخلع هذه الحدايد التي غلقت بها هذه الأبواب لصنعوا منها سهاما تمنع عبور أعدائك من الجيحون (دجلة)؟ فأجابه الخليفة كل ذلك كائن بتقدير الله، فقال السلطان نعم وغن الذي سيجري عليك يكون بتقديره أيضا. ثم أمر السلطان أن تدخل النساء اللواتي باشرهن الخليفة أو ولده بقصر دار الخلافة، وأذن بدخول الوصائف والخدم أيضا، وأحصيت فكانت (٧٠٠) امرأة و (١٣٠٠) وصيف وخادمة. وبعد أسبوع أعلن آلام العام وجمعت الغنائم والأسلاب.

وفي اليوم الرابع عشر من صفر خرج السلطان من المدينة وأمر بإحضار الخليفة بظاهرها فاحضر مع ابنه الأوسط وخمس أو ست من خدمه الخصوصيين فوقعت الواقعة وصار ما صار وانتهت آخر أيام الخليفة العباسي في ذلك اليوم، وفي اليوم التالي قتل نجل الخليفة الأكبر وشتت بعد ذلك شمل الحرم والنساء فتفرقوا أيدي سبأ. ثم أيمر السلطان بعد ذلك بتعمير بغداد ودفن أجساد البشر والحيوانات التي كانت مطروحة في الطرقات بعدما نصب الوزير - ابن العلقمي - للوزارة وصاحب الديوان لديوانه، وأعطى إمارة الجيش لبن الدربوس وسلم إدارة الشرطة في بغداد لرجل يدعى - استونها - وبعد ذلك رحل من بغداد إلى حيث يريد محفوفاً بهالة من النصر،

وكان السلطان قبل رحلته من بغداد سير (بوقاتيمور) بحملة أخرى لإخضاع الحلة وواسط فخضعتا وتوجه (بوقاتيمور) بعد ذلك نحو مدينة (تستر الأهواز) بقصد الاستيلاء عليها ورافقه شرف الدين بن الجوزي إلى هناك.

وأما الكوفة والبصرة فانهما أظهرتا الخضوع بلا أدنى حرب أو مقاومة.

كربلاء

عباس علوان الصالح

<<  <  ج:
ص:  >  >>