للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فللأبرياء التاعسين دمائي)

فقالوا: (دماءٌ ما تحلْ قيودنا

فهاتِ قوانيناً لغير قضاء)

وذوبت قلبي في إناء من الهوى

وأدنيته من مرشف الحكماء

وقلت لهم: (هذا هو النور فاشربوا

فآراؤكم في حاجة لضياء)

فقالوا، وقد هزوا الرؤوس شماتةَ:

(ضياؤك هذا خدعة الجهلاء)

وذوبت قلبي في إناء من الهوى

وأدنيته من مرشف الأمراء

وقلت لهم: (هذا هو النبل فاشربوا

وطوفوا بأقداحي على النبلاء)

فقالوا: (أتحقير لطغراء جَدِّنا

وما تنسل الأصلاب من شرفاء؟)

وذوبت قلبي في إناء من الهوى

وأدنيته من مرشف الشعراء

وقلت لهم: (هذا هو الحب فاشربوا

فأزياؤكم مرهونة لفناء

إذا الحب لم يضرم لهيب قلوبكم

بَشِعتم ولو جئتم بألف رداء)

وما زلت في الدنيا أطوف بخمرتي

وحوليَ شعبٌ هازي بوفائي

إلى أن دهاني اليأس فاخترت عزلة

أفتش فيها عن حُطام رجائي

<<  <  ج:
ص:  >  >>