للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فقال تمام: أعز الله الأمير! إن الشعر بالشعر رياء؛ فاجعل بينهما رضخاً من دراهم حتى يحل لي ولك. فضحك محمد وقال: إن لم يكن معه شعر أبيه فمعه ظرف أبيه. أعطوه ثلاثة آلاف درهم. فقال عبد الله بن إسحاق: ولقول أبيه في الأمير عبد الله ابن طاهر:

أمطلع الشمس تبغي أن تؤم بنا ... فقلت: كلا ولكن مطلع الجود

ثلاثة آلاف أخرى، قال: ويعطي ذلك)

وأما صاحب النونية التي وهبها الوراقون أو غير الوراقين لغنى، عنده قناطير - هو القاسم بن يوسف بن القاسم بن صبيح القبطي، وهو أخاه أحمد بن يوسف وزير المأمون. قال الصولي: (لما ولى أخاه القاسم خراج السواد، فجباه فضلاً مما جباه غيره في سائر أيام المأمون، وكان أحمد بن يوسف إذا عرض على المأمون النفقات قال: يا أحمد، القاسم يجمع، ونحن نفرق. . .)

وقد اشتهر القاسم بمدح البهائم (أعنى الحيوانات) ومراثيها. قال المرزباني في (معجم الشعراء): القاسم شاعر، حسن الافتنان في القول، وهو أشعر من أخيه أحمد وأكثر شعراً، وهو أرثى الناس للبهائم

وقال أبو الفرج في الأغاني في أخبار أخيه أحمد: شاعر مليح الشعر، وكان قد جعل وكده في مدح البهائم ومراثيها، فاستغرق أكثر شعره

وقال الصولي في كتاب الأوراق: القاسم أسن من أحمد، وأحسن شعراً منه، وأفصح في شعره، وأشعر في فنه الذي أعجبه من مراثي البهائم - من جميع المحدثين حتى إنه لرأس فيه، متقدم جميع من نحاه، وما ينبغي أن يسقط شيء من شعره، لأنه كله مختار، وللناس فيه فائدة) ثم روى له طائفة كبيرة من مراثيه في الجماعة. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>