للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٣ - شعر ناجي]

للأستاذ دريني خشبة

١ - فصول غير مكتوبة

٢ - قليل عن حياة ناجي وثقافته

٣ - ماذا نرجو من ناجي

٤ - بعض ما يؤخذ على ناجي

لولا خشيتنا ألا ننتهي من الكتابة عن ناجي ومن الثناء عليه، لعقدنا فصولاً طوالاً عن غزله الرقيق العذب، وعن فكاهته الحلوة الهادئة، وعن سخريته اللاذعة اللافحة، وعن فلسفته الضاحكة المتفائلة التي تبطن قليلاً من الشك لا يلبث أن يضفي عليه أضواء إيمانه العميق فيمحقه، وعن وطنيته التي تبشر وتهدى وتتفتح بالآمال في غير بكاء ولا إعوال. . . وعن فهم ناجي لهذه الحياة الجديدة الصاخبة التي تحترب من حولنا وتتفاعل في دؤوب وجد. . . وفي بحار من الدماء أحياناً. . . ولولا خشيتنا ألا ننتهي من الكتابة عن ناجي لعقدنا فصلاً طويلاً عن حياته ونشأته وتعلمه، لنعلم مثلاً أنه ولد في آخر ليلة من ليالي سنة ١٨٩٧ وأنه يكره أن يجعل هذه الليلة تاريخاً لمولده، وأنه يرى من العدل أن يؤرخ لمولده بأول يناير سنة ١٨٩٨، لأنه لم يعش في القرن التاسع عشر إلا عامين اثنين على حد قوله، وثلاثة أعوام حسب أصول الطرح الصحيح. ثم لنعرف أنه كان تلميذاً نابغاً ذكياً، مثله الآن، لأنه لا يزال تلميذاً نابغاً ذكياً، وإن تغيرت مدرسته فأصبحت مكتبة كبيرة، أو ثلاث مكتبات كبيرات حشد فيها خمسة أو ستة آلاف من كتب الأدب والفكر. . . والطب. . . وأنه حشد فيها تلك الآلاف من الكتب لا للزينة والتباهي، ولكن للقراءة العميقة المنظمة. . . وإن من هذه الكتب، كتباً إنجليزية - وهي الكثرة الغالبة وأن منها كتباً فرنسية، وكتباً ألمانية، لأن ناجي، كما أخبرني، كان مولعاً بالحصول على الشهادات العلمية، ولذلك فهو قد ثقف الإنجليزية والفرنسية والألمانية ليحصل على عدد من الدرجات العلمية من إنجلترا ومن ألمانيا. وبعد أن شفى ظمأه من شهادات هذه البلاد الطبية، شرع يروي من آدابها بلغاتها الأصلية، ولعلي لا أبالغ إن ذكرت أن ناجي يجيد الإيطالية إلى حد

<<  <  ج:
ص:  >  >>