للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٢ - قيس ولبنى]

للشاعر المجدد الأستاذ عزيز أباظة بك

للأستاذ دريني خشبة

وضعنا بين أيدي القراء - وذلك في العدد السابق من الرسالة - خلاصة مضغوطة لقصة هذا الهوى اللافح، والحب المرمض الممض، الذي ملأ حياتي قيس ولبنى بمأساة من أروع مآسي الأدب العربي القديم، أو الأدب العربي في صدر الإسلام، وذلك وفق ما أثبت القصة أبو الفرج في أغانيه، ثم أردفنا الخلاصة بموجز جاف لمسرحية الشاعر المجدد عزيز أباظة بك، رجاء أن نشرك معنا القراء في استعراض القصتين، والموازنة بينهما، وإدراك ذلك الجهد الشاق الموفق الذي بذله الشاعر المصري البارع في استغلال قصة الأغاني والتصرف فيها، دون تقيد برواية، ودون تقديس لتاريخ، فالأغراض الأدبية، ولاسيما إن كان المسرح هو طريق إبرازها، لا يلزم أن تتقيد بما ورد في سجلات الماضي، حتى وإن كان ما ورد في تلك السجلات هو الحق الذي لا يأتيه الباطل من أي نواحيه. . . ولا داعي لأن نضرب مثلاً بالطريقة التي تنوولت بها مأساة مثل مأساة كليوبطرة على أيدي شيكسبير وشوقي مثلا. . .

وقد كان شيكسبير نفسه لا يحفل كثيراً بدقائق التاريخ وحقائقه، بل كان يضحي كل شيء في سبيل الهدف الذي كان يضع من أجله دراماته، مع أنه كان يغترف الحوار أحياناً من سجلات هذا التاريخ

١ - فلقد استغنى الأستاذ عن شخصيتي الحسن والحسين، واكتفى بأن يكون ابن أبي عتيق رسول الحسين إلى الحباب أبي لبنى، وللشاعر رأيه في هذا الاستغناء. . . والكلام عن ذلك لا بد أن يكون كلاماً شائكا، لأنه يتناول مسألة إبراز الأشخاص الذين نحيطهم بهالات مقدسة على المسرح. . . وقد كان الشاعر لبقاً في وسيلة هذا الاستغناء، إذ جعل سببه اشتغال الحسين بموضوع تلك البيعة التي فرضها معاوية على المسلمين لابنه يزيد، ولم يجعل سببها إكبار الحسن أو الحسين عن المشاركة في هذه القضية الغرامية. . . التي كانا فيها رسولي رحمة وحنان وعطف بين قلبين، وبين أسرتين كريمتين من أسر المدينة والبطون القريبة منها في سرف

<<  <  ج:
ص:  >  >>