للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التي هي مدار الإلزام، وهما كلمتا (كالتي أراد) أي ذاتية كالتي أراد زكي مبارك. وهو لم يرد إلا ذاتية أدبية تستلزم كتابة الرسائل وتأليف الكتب في الجاهلية، أي ذاتية أدبية غير التي أشار إليها الأديب وأجمع عليها جميع العلماء والمؤرخين.

محمد أحمد الغمراوي

حول شعراء الجديد!

ليس بغريب أن تفسح الرسالة (وصاحبها من رسل التجديد في الأدب العربي عامة) صدرها لمناقشة الجديد والقديم من الروح الشعري؛ بل إن فترة الانتقال والتقلقل التي نجتازها لتفرض علينا هذا النضال، وتاريخ الأدب حافل بأمثاله. ولكن الغريب حقاً أن يكون حماة القديم والداعون له دائماً من رجال اللغة والنحويين (وإني لأحبهم، فقد أشربت تقديرهم عن والدي وأستاذي الزيات والمبارك) لم أفهم لهذه الثورة سبباً ولن أفهم حتى أجد لهذه الأسئلة جواباً:

ما معنى التجديد عند دعاة القديم؟ هل هو عرض الفكرة القديمة في لفظ جديد؟! وكيف يكون اللفظ جديداً واللغة واحدة أو ليس من الطبيعي أن تتجدد الفكرة والصورة دون اللفظ، لأن البيئة تتجدد فالأحاسيس التي تثيرها تتجدد، والتعبير الذي يصورها يتجدد. ومن التعبير تكون الفكرة. ماذا جناه شعراء الشباب - وأنا منهم - سوى أنهم جددوا في الفكرة مع حيوية في التعبير وقوة التصوير وسلامة في اللغة؟

إن التجديد - بمعنى افتراع ما لم يكن - بدأ في اعتقادنا بالتمثيلية الشعرية؛ وستجد هذه والملاحم أيضاً - كما يدعو الناقد المجدد الأستاذ دريني خشبة - سبيلها إلى الكمال عندنا؛ فقد أوشكنا أن ننتهي من ملحمة كبيرة عنوانها (ملائكة وشياطين)، وعند إخواننا الملهمين الأفاضل محمود إسماعيل وقطب وجودت وعبد الغني حسن ومحمود شعبان والخميسي وفؤاد كامل والدكتور فهمي ومحي الدين صابر ومخيمر والوكيل

هذا في الشعر أما في النقد فإن رسل التجديد فيه هم شبابنا الأفاضل مندور وخشبة وقطب والعريان، وفي القصص الأساتذة ذهني وجوهر ويا كثير والمسيري والمصري والسحار ومحفوظ.

<<  <  ج:
ص:  >  >>