للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الذي فيه أن أبا المحاسن ذكر الاسم الصحيح وهو أريطيون

فعلام يعول صاحب المراجع الكثيرة في الجزم بتخطئة بتلر وضبط الاسم على أرطبون دون أريطيون؟

أيكفي أن تكون في الدولة الرومانية وظيفة يقال لصاحبها (تريبوناس) ليكون واضحاً وصواباً أن حاكم بيت المقدس اسمه أرطبون؟

إن كان هذا كافياً فلله در المتهكم الساخر الذي قال إن شيكسبير من أصل عربي أندلسي هاجر إلى الجزيرة البريطانية وأصل اسمه الشيخ زبير فصحفت إلى شيكسبير!

ولم يكون واضحاً وصواباً بالله؟ الشيخ زبير اسم من أسماء العرب، والمسلمون قد هجروا الأندلس إلى كل مكان، والإنجليز يبدلون الكاف بالخاء في كثير من الأسماء. فما أقرب التصحيف بعد هذا من شكسبير إلى الشيخ زبير رحمه الله؟

أما نحن فما كنا متهكمين ساخرين لأن الله خلقنا سطحيين غير محققين، ولهذا رفضنا تصحيف (تريبوناس) إلى أرطبون وعللنا ذلك بأسباب تليق بالسطحيين المتعجلين

(أول) هذه الأسباب أنه على كثرة التصحيف في نقل الألفاظ الأعجمية لا نزال نرى أن المسافة بعيدة بين أرطبون وتريبوناس

و (ثاني) هذه الأسباب أننا نريد أن نعرف لماذا لم تصحف ألقاب أخرى مع أن اللغة اللاتينية زاخرة بالألقاب ولقب التريبوناس يطلق على غير واحد من الناس

و (ثالث) هذه الأسباب - وهو أسخفها وأضعفها - في نظر السطحيين المتعجلين أن وظيفة التريبوناس كانت ملغاة إلغاء باتاً منذ قرون في نظم الدولة الرومانية على عهد قسطنطين

و (رابع) هذه الأسباب - وهو أسخف وأضعف - أن الذي يجزم بهذا اللقب عليه أن يذكر اسم صاحبه الأصيل وأن يثبت وجود الوظيفة واللقب في ذلك الحين

كل خذا أخذنا به لأننا سطحيون قليلو المراجع، ولو كنا عمقاء كثيري المراجع كصاحبنا لما حفلنا بشيء من هذه الأشياء ولكان حسبنا أن يقول (صواب وواضح) بغير عناء

ولا تنتهي سطحيتنا نحن السطحيين المساكين عند هذا الذي قدمناه أيها القراء

كلا. نحن سطحيون جداً والعياذ بالله. نحن من السطحية نكاد نتجاوز سطح الأرض إلى أجواز السماء

<<  <  ج:
ص:  >  >>