للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حول بعث القديم]

للأستاذ محمد خليفة التونسي

قرأت مقال الدكتور محمد مندور الذي نشرته الرسالة في عددها (٥٧٢) في (بعث القديم) وقد عنت لي عليه الملاحظات

الآتية:

أولاً: ذهب الدكتور إلي أننا لم نستخدم الطباعة إلا في سنة ١٨٢٢، ولا أدري إلي أي مطبعة يشير الدكتور، ولكني أرجح أنه يشير إلى المطبعة التي أسسها محمد علي باشا، ولو رجعنا إلى كتب التاريخ حتى ما كان في أيدي صبية المدارس الابتدائية فضلاً عن كتب تاريخ الأدب العربي في العصر الحديث لوجدناها تذكر أن هذه المطبعة أسست سنة ١٨٢١ وإن اختلف في اسمها فهي تدعى المطبعة الأهلية أو المصرية أو مطبعة الباشا أو بولاق والاسم الأخير أشهرها

ثانياً: ذهب في الكلام عن الجمعيات التي تألفت لنشر الكتب - إلى أن جمعية المعارف أسسها محمد عارف باشا وأنها لا ترجع إلى أبعد من سنة ١٨٦٠، وجمعية المعارف إنما أسسها إبراهيم بك المويلحي سنة ١٨٦٧. قال الدكتور تشارلز آدمس في ترجمته: (وأسس حوالي سنة ١٨٦٧ جمعية سماها (جمعية المعارف) لتعمل على نشر الكتب العربية القديمة. وأنشأ أيضاً مطبعة سماها باسم الجمعية لنشر مثل تلك الكتب)

وذكر الأستاذ الزيات سبب إنشائها فقال في ترجمته بعد أن ذكر إفلاسه في التجارة، وفشله فيما ولاه الخديوي إسماعيل من مناصب: (وجاءت وزارة شريف تريد أن تضع الدستور الأول فكان المويلحي ممن اختيروا لوضع (اللائحة الوطنية) ولكن آماله كانت تسفر دائماً عن الفشل، فابتغى الوسيلة إلى الرزق في الكتابة والنشر، فأنشأ (جمعية المعارف) لطبع الكتب القيمة وإذاعتها في مطبعة اشتراها لنفسه) وإسماعيل لم يل مصر إلا في سنة ١٨٣٦ والمويلحي لم يؤسس الجمعية والمطبعة إلا بعد وضع اللائحة الوطنية، ومجلس شورى النواب الذي وضعت لائحته الوطنية في وزارة شريف لم يفتح إلا في ١٩ نوفمبر سنة ١٨٦٦ وهذا مما يرجح أن إنشاء الجمعية كما قال الدكتور تشارلز آدمس كان سنة ١٨٦٧. وقد ذكر المفصل أن تأسيس المطبعة كان سنة ١٢٨٥هـ وهي توافق سنة ١٨٦٧

<<  <  ج:
ص:  >  >>