للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحرام ألا يُحيي طلوع ال ... فجر طير الصباح بالألحان

وحرام ألا تميل غصون ال ... روض في هبة النسيم الواني

لست أدري أأستحم لخطب الد ... هر أم أنطوي على أحزاني

يا بنات الشعر انفحيني وغن ... يني وهاتي من شيقات المعاني

ودعيني إما أنوح على ح ... ظي وإما أبكي شبابي الفاني

لا أريد المضي عن هذه الدني ... اولم تمتلئ ببث جناني

إن صعبا على المزاهر تبلى ... لا تَناغَى على أكف القيان

وشديداً على النفوس مدارا ... ة أساها بالصبر والكتمان

فاجعلي أنّي روياً فبعض الن ... وح أشجى من مطربات المعاني

ودعي همسة الضمير تُدوّى ... من عميق الآباد في الآذان

ربما شاق لحنها قلب محزو ... ن وراقت ألفاظها سمع عان

كنت رطب اللسان ينطف منه ... ريّق الشعر بين آن وآن

وإذا بي حرمت نفسي سلوا ... ها وحرّمتها على إخواني

هذه أبيات من قصيدة جميلة لم يقل رامي غيرها في مدى ستة أشهر. وإليك أبياتاً من قصيدة أخرى لم يقل غيرها في مدى ستة أشهر كذلك:

إني لأخشى أن تموت عواطفي ... ويجف ذاك النبع من أشعاري

وتقر نفسي بعد ثورتها فلا ... يهتاجها شيء سوى التذكار

وترى مجال الكون عيني خالياً ... من بهجة الآصال والأسحار

إني ليحزنني بقائي صامتاً ... ولدي هذا الكنز من أفكاري

وأكاد أندب خاطري ومشاعري ... وهما إلى نفائس الأذخار

في الشعر تأسائي وفيه رفاهتي ... وإليه أشكو صولة الأقدار

فإذا سكت فقد حرمت شكايتي ... ولرب شكوى نفست أكداري

ترى، لماذا صمت رامي هذا الصمت الذي أفزع خياله، وأرق شيطانه، وجعل عرائس الشعر تجأر بالشكوى من طول ما سكت البلبل؟! إن رامي يجيب على ذلك بقوله:

هل زال من دنياي حُسْنٌ هزّني ... أم قرّ في قلبي لهيب نار؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>