للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[على هامش الغفران]

للأستاذ كامل كيلاني

(مقدمة كتاب (على هامش الغفران) الذي يصدر في أول

سبتمبر بمناسبة العيد الألفي لأبي العلاء المعري)

تمهيد

١ - شجر الحور

صور فيلسوفنا (أبو العلاء) فيما صور من روائع أخيلته في (رسالة الغفران) ما لقيه صاحبه في موقف الحشر - قبل أن يؤذن له بدخول الفردوس - وما كابده يومئذ من شدائد وأهوال، يتضاءل بالقياس إليها كل ما قاساه في حياته الأدبية من عناء البحث والدرس. ثم صور ما نعم به - بعد ذلك - في رحاب الفراديس من أطايب ولذائذ مرتقيات، يتضاءل - بالقياس إليها - كل ما يبهج الأديب في أفقه الفكري من متع عقلية، ومعان فلسفية، وصور بيانية. ثم تمثل فيلسوفنا صاحبه وقد رافقه في دار الخلد ملك كريم، فجعل يريه من رياض الجنة عجائب، لا يعرف كنهها إلا الله سبحانه. وثمة قال الملك:

(خذ ثمرة من هذا الثمر فاكسرها، فإن هذا الشجر يعرف بشجر الحور)

فيأخذ سفرجلة، أو رمانة، أو تفاحة - أو ما شاء الله من الثمار - فيكسرها، فتخرج منها جارية حوراء عيناء، تبرق - لحسنها - حوريات الجنان)

٢ - قارئ الغفران

ثم التفت فيلسوفنا إلى قارئ رسالته، وقد خشي أن تحول غرابة بعض ألفاظها بينه وبين دخول فرودسه الأدبي البهيج واجتناء ثمار جنته الفكرية، فقال:

وإنما أفرق (أفزع) من وقوع هذه الرسالة في يد غلام مترعرع ليس - إلى الفهم - بمتسرع، فتستعجم عليه اللفظة (يستبهم معناها ويستغلق فلا يتبينه) فيظل معها في مثل القيد، لا يقدر على العجل (السرعة) ولا الرُّوَيد (المهل)

٣ - ترجمة النصوص

<<  <  ج:
ص:  >  >>