للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من اللاعبين!

ثم خطر في البال أن أغني قصيدتي في محطة الإذاعة بصوتي، وهو في رخامة صوت الموسيقار محمد عبد الوهاب، ولكنَّ أبنائي اعترضوا، فما يجوز عندهم أن يكون أبوهم من المغنين، وهو يملك أكبر مجموعة من الألقاب العلمية

قلت لأبنائي: ألا تسمعونني أغني من حين إلى حين بقوة تنقل صوتي من الدور الثاني إلى أسماعكم بالدور الأول؟

قالوا: نعم

قلت: أنا أغني أشعاري حين يجود بها الوحي، فما الذي يمنع من تقديم صورة ناطقة يعرف بها الجمهور كيف أنظم أشعاري؟

قالوا: وأين الملحّن؟

قلت: أنا الملحّن، فالشعر شعري، وأنا أعرف كيف ألحنه بالصورة التي تموجت بها خفقات قلبي

لم يكن من السهل أن أقنع أبنائي، وهل أقنعت نفسي حتى أقنع أبنائي؟

إن جاز أن أغني هذه القصيدة في محطة الإذاعة، فيجب أن أكون في حال تشابه حالي في الأوقات التي نظمت فيها هذه القصيدة

وهذا غير ممكن، ففي المذيعين فريقٌ من تلاميذي، ولم يرني أحدٌ من تلاميذي في لحظة بكاء

نظمت هذه القصيدة وأنا أبكي من الفرح، وأصرخ من الفرح، فما أنعم الله على شاعر بمثل ما أنعم علي بإقبال تلك الروح

من حق الحياة أن تصنع بأبنائها ما تريد، فتسعدهم أو تشقيهم كما تريد، ولكنني فوق الحياة، لأنني العاشق المسيطر على تلك الروح

ثم ماذا؟

ثم أخبر صديقي صاحب (الرسالة) باعتراض الصديق محمد عبد الوهاب، إنه يقترح ترك المكان والزمان، فلا أقول (مصر الجديدة)، ولا أقول (يوم الثلاثاء)

أنا أوافق على اقتراح هذا الصديق العزيز، بشريطة واحدة هي أن يسمح بتزوير

<<  <  ج:
ص:  >  >>