للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[على هامش النقد:]

مليم الأكبر

بحث وقصة. . . عادل كامل

للأستاذ سيد قطب

أيها القارئ!

هذا كتاب يجب أن تقرأه. لا لأنك ستوافق على كل ما جاء فيه. ولكن لأنه سيثير انفعالك بالرضى مرة وبالسخط مرة؛ ولأنه سيدعوك إلى التأمل والتفكير في كثير من القضايا المسلم بها في الأدب والفن والأخلاق والنظم الاجتماعية الاقتصادية، لتنبذها وتحطمها، أو لتذود عنها وتتمسك بها. . .

وأيما كتاب استطاع أن يستجيش انفعالاتك على هذا النحو، فهو كتاب قد وهبت له الحياة، ولو قذفت به في النهاية إلى الجحيم!

وقد كان الكتاب في أول أمره (قصة) تقدم بها الأستاذ (عادل كامل) إلى (المجمع اللغوي) لتنال جائزة معينة، فرأت لجنة المجمع الأدبية لاعتبارات خاصة إلا تمنحها الجائزة. . . ومن هنا نشا (البحث) الذي يرد به المؤلف على هذه الاعتبارات، فيتناول فيه نواحي في اللغة والأدب والفن والأخلاق، لا تقل في قيمتها، ولا فيما تثيره من انفعالات السخط والرضي عن القصة ذاتها

ونحن نؤثر أن نسير في مناقشة هذين الكتابين، حسب وجودهما في عالم الحياة فهذا هو الترتيب الطبيعي للأشياء

قصة (مليم الأكبر) هي قصة الصراع بين الطبقات، مصبوبة في قالب فني. فهي على هذا الوضع من أدب (الوعي الاجتماعي) الذي يدعو إليه جمهور من المفكرين في جميع أنحاء العالم، وتدعو إليه الاشتراكية والشيوعية بشكل خاص!

ولهذا النوع من الأدب قيمته - وبخاصة في هذه الفترة من حياة العالم - ولكن الذي يثير الانتقاد هو غلو الداعين إليه ومبالغتهم في فرضه على جميع الفنانين، بوصفه ضريبة إنسانية على كل فنان. . . هذا الغلو غير مفهوم من الوجهة الفنية - بل من الوجهة

<<  <  ج:
ص:  >  >>