للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يستطيع أن ينتج شيئاً ونستطيع نحن أن نجد فيه مجالاً للمتعة الذوقية برغم ما يعتوره من ضعف، وكل ما يجب أن يتخلص منه الفنان والناقد والجمهور هو: الانخداع. فعلي الفنان أن يعرف حدود طاقته ولا يتعداها، وعلينا أن نقدره التقدير الصحيح ونضعه في موضعه اللائق - وقد قال (جيته) مرة: ما أسعد الرجل الذي يكتشف سريعاً الهوة بين رغباته وبين مقدرته - وطابع الإخلاص ظاهر جداً في الصور التي تحدثت عنها وهو يكسبها حلاوة وجمالاً برغم بساطتها ويسرها. ونطالع طابع البساطة أيضاً في بعض مناظر الطبيعة الصامتة: فالصورة رقم ٣٨ (منضدة جانب الفراش لادوارد لبا) تعبر عن عاطفة لا تتكلم بل تغني وتغني بحرارة تتمثل في فرحة الألوان الزاهية. والصورة رقم ٩ (زاوية غرفة المكتب لدى بليسس) تقول كل ما تقوله بالألوان فقط وهي تقول شيئاً ما برغم بساطة التصميم وفجاجته.

ويعتبر دنكن جرانت من أقطاب الفن البريطاني الذين يمتازون بالحساسية الشعرية وقوة اللون وحسن اختيار الشكل وبراعة الأداء، وكل هذا يبدو جلياً في لوحتيه رقم ١٨ (أقحوان) ورقم ١٩ (صورة شخصية)؛ وكأن صفاء نفس صاحبة هذه الصورة الأخيرة سرى إلى نفس الفنان فاختار اللون واللباس والجلسة التي تساعد على إبراز المعاني النفسية الوادعة البادية على وجه السيدة صاحبة الرسم.

وفي المعرض مجموعة لا بأس بها من صور الأشخاص، من أهمها الصورة رقم ٣١ لجوين جون، وهي صورة جانبية لفتاة صغيرة وهي من فرائد هذا المعرض في قوة الشكل وحيوية التعبير

وهناك صورة لأوجستس جون بريشته، وهي تمثل تمثيلاً قوياً الفنان اللاهي دائماً عن عالمنا، الشارد الذهن دائماً وراء عرائس الإلهام. وجون فنان بوهيمي غذى الفن الإنجليزي بدماء جديدة بدت غريبة أول الأمر وحدت من شهرته ولكنه تطور مع الزمن. ويمتاز فنه إبان نضوجه بالميل إلى تبسيط ووضوح الألوان وصفائها. وصور الأشخاص التي يرسمها تمتاز بقوة التعبير وصدق الدلالة على نفسية الشخص المرسوم

ومن الأعلام الممثلين في هذا المعرض السير وليم أوربن الذي لفت الأنظار إليه منذ صدر شبابه لبراعته وقدرته وتمكنه من مختلف نواحي الفن، ومنذ أكثر من ثلاثين عاماً وأوبرن

<<  <  ج:
ص:  >  >>