للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أي نقتل به غير القاتل.

وكان من عادة العرب أن يسموا الأشخاص بأسماء الجراد، فورد أن جرادة اسم امرأة في الجاهلية غنت للرجال الذين أوفدهم عاد إلى البيت الحرام بمكة يستسقون لتلهيهم عن السقاية. وفي ذلك يقول ابن مقبل:

سحراً كما سحرت جرادة شربها ... بغرور أيام ولهو ليال

ويقال إنه كان بمكة في الجاهلية مغنيتان يقال لهما الجرادتان مشهورتان بحسن الصوت والغناء، وقيل إنهما مغنيتان للنعمان. وجندب اسم رجل.

وعادة أكل الجراد قديمة عند شعوب الشرق الأوسط فقد أحله الله لبني إسرائيل على لسان كليمه موسى (هذا منه تأكلون الجراد على أجناسه، والدبا على أجناسه، والحرجوان على أجناسه والجندب على أجناسه). وكان يحي بن زكريا عليهما السلام يقتات بالجراد والعسل وهو يتعبد في البرية.

وقد أحل أكله للمسلمين على لسان النبي الكريم (أحلت لكم ميتتان ودمان السمك والجراد والكبد والطحال). وورد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الجراد في غزواته، فقد ذكر ابن أوفي (غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو ستاً كنا نأكل معه الجراد)، ولذلك كان العرب يصطادونه ويكتسبون لعيالهم منه كما قال المبرد:

إذا أكل الجراد حروث قوم ... فحرثي همه أكل الجراد

وللعرب في أكله طرق فكانوا يقشرونه أي ينتزعون رؤوسه وقوائمه ويسمونه الجُلُف ومفرد جليف كما ذكر قيس ابن الحطيم في وصف امرأة:

كأن لباتها تبددها ... هزلي جراد أجْوافه جلف

وكانوا يجففونه ويسحقونه ويضيفونه إلى الدقيق لصنع الخبز ويطبخونه في المرجل ويسمونه الهميشة لأنه يغلى بعضه في بعض فيسمع له حركة. ويشوونه على النار ويسمونه المحسوس، وكان العرب يأكلون بيض الجراد وبيض الضب ويسمونه المكن قال أبو الهندي عبد المؤمن بن عبد القدوس:

وما في البيوض كبيض الدجاج ... وبيض الجراد شفا القرم

<<  <  ج:
ص:  >  >>