للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أوحَدَتني على دياجيكَ نفسٌ ... لم تفارقْ تَرَفِعي وإبائي. . .

رضيتْ قسمةً لها بانفرادي ... دون عيشي كسائر الدهماءِ

حَقرَتْ ذلك القطيعَ من النا ... س ولاذتْ بوحشةٍ خرساءِ

لم تعانق سوى العواطفِ والفكـ ... رِ ولم تَتَشِح بغير النقاءِ

غربتي. . . غربةُ المحبةِ عن قو ... مٍ أضاعوا الحياةَ في البغضاءِ

والذي يمتطي المصاعبَ في الدنيـ ... احرامٌ عليه طعمُ الهناءِ

كلما طَهرَ الصباحُ جبيني ... بسناه، علوتُ في استحياءِ

أبتغي النورَ في الذُّرى، وأمَنيِّ ... باكتناهِ المُحَجَبات علائي

وتُصَلي خواطري وهي تسمو ... بي إلى عِالم المعاني الوِضاءِ

بي طموحٌ منِ الحنين لمجهو ... لٍ بعيدٍ. . . مُلَفعٍ بالخفاءِ

واشتياقٌ إلى عَوَالمَ خَلف الـ ... عين، قْامت هناكَ. . . بعد السماء!!

وَمَطَاريِ من الحقائقِ يمتدُ ... رفيعاً، وَيستَحِثُ ارتقائي

قدْ بلوتُ الأنامَ فانكشفَ الستـ ... رُ وساَء الكمينُ تحتَ الطلاءِ

لي نفاذُ يكادُ يخترقُ الأنـ ... فُسَ حتى زهدت في الأحياءِ

أنا يا ليلُ قمة. . . ومٌحال ... أن تطولَ الربي إلى عليائي

كم تَطَلَعتُ. . لم أفُزِ بضريبٍ ... يَتَسامى على حياةِ الرياءِ

كم تَطَلعتُ. . . ثُمَ آبتْ عُيوني ... بدموعٍ سخينةِ بكماءِ. . .

كم تَطَلعتُ. . . فاخترقتٌ فضاَء ... شارداً، يرتمي وراَء فضاءِ. . .

غَمَرتَ هذه الثلوجُ، ثلوجُ الـ ... يأسِ قلبي فَجَمدَتْ أحنائي

لم يكن لي سوى شقيقة روحي ... مُنيَةٌ بين عزلتي وخلائي

أيُّهذا الظلامُ أرجعْ لنفسي ... أمَلى في حبيبتي السمراءِ

إنني قِمَة تَعالَى بها الحقُّ ... غريباً عن سائرِ الأهواءِ

وَحَرَامٌ يُباعِدُ الغيمُ في الأفـ ... قِ ارتفاعي ولا يزينُ علائي

وحرامٌ أطِلُّ حولي فلا ألـ ... قي سوى اليأس مُنذراً بفنائي

إنما تُسأَمُ الحياة. . إذا لم ... تَشدُ من حولها طيور الرجاءِ

<<  <  ج:
ص:  >  >>