للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[على هامش النقد]

المدينتان

١ - دمشق: للأستاذ محمد كرد علي

٢ - بغداد: للأستاذ طه الراوي

للأستاذ سيد قطب

أحببت أن أجمع بين هذين الكتابين في مقال؛ لأن جميع الأسباب توحي بهذا الجمع. فكلتا المدينتين حاضرة خلافة إسلامية في القديم ودولة عربية في الحديث. وكلتاهما كانت مقر نهضة ثقافية ومهبط حضارة إسلامية في التاريخ، كما أن كلتيهما اليوم تتطلعان إلى فجر جديد. ثم اتفق أن يكون الكتابان حلقتين في سلسلة (اقرأ) وأن يكتبهما كاتبان عربيان متعاصران، وأن يسلكا فيهما نهجا واحداً في التأليف على وجه التقريب!

وقبل أن أحكم على هذا النهج، أحب أن أطلع القارئ عليه كي يشترك معي في الحكم الأخير:

من عنوانات الكتابين المتتالية يتضح هذا النهج بعض الوضوح. فهذا كتاب دمشق يبدأ هكذا ويسير:

(دمشق وطبيعتها) ثم (تاريخ دمشق السياسي: تاريخ دمشق القديم. دمشق قبل الفتح العربي. دمشق في الإسلام. دمشق في عهد العباسيين. دمشق في عهد ملوك الطوائف. دمشق في عهد السلجوقيين. دمشق على عهد الدولتين النورية والصلاحية. دمشق على عهد المماليك. دمشق في عهد الدولة العثمانية. دمشق في العهد الأخير).

فإذا انتهى التاريخ السياسي على هذا النحو بدأ (التاريخ العمراني) على النحو نفسه متتابعاً من التاريخ القديم إلى الحديث. حتى إذا انتهى من تاريخ عمارتها ابتدأ (وصف القدماء والمحدثين لدمشق). فإذا انتهى هذا الوصف بالترتيب الزمني تحدث عن (سكان دمشق وخصائصهم). حتى إذا انتهى هذا الفصل تحدث عن (الحياة الأدبية والفنية والصناعية) في تدرجها حتى العهد الأخير مع تقسيم هذه (الحياة) إلى أقسام كل منها له بدء ونهاية حسب التدرج التاريخي (فالعلم والأدب لهما فصل منفرد و (الفنون الجميلة) لها فصل كذلك

<<  <  ج:
ص:  >  >>