للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عربي صحيح.

وهذا كلام فيه من الجمال، والسماحة، واتساع الأفق، وصدق الوطنية، وقوة الروح العربية، ما لا يصدر إلا عن فتى عربي مثل أخي المسيحي نقولا زيادة، الأستاذ بالكلية العربية بالقدس، وخريج جامعة لندن، والذي أهدى كتابه (إلى كل من علمني درساً في الوطنية).

٢ - المنتخب المدرسي من الأدب التونسي

العروبة كلها وطن واحد مهما تباعدت بها الأصقاع. ألم يكن المتنبي ينشد الشعر في حلب فتردده الدنيا في كل بلدة عربية من العراق، إلى مصر، إلى اليمن. واللغة العربية رباط يصل بين العرب والمستعربين. وقد وصل في التقديم بين العرب وغير العرب ممن أظلتهم الراية الإسلامية.

وما أحوجنا نحن العرب، في هذه الأزمان، التي تلعب فيها الأحداث السياسية أدواراً جساماً، إلى أن نصل بين تراثنا الفكري، ونصل منه ما قطعت الأيام.

في تونس أدباء، وفي تونس شعراء. ومن ثرى تونس الخضراء نبت علماء، نبتت لهم في الفكر العربي شئون، مثل ابن خلدون.

وإذا أتاحت ظروف النبوغ لرجل مثل ابن خلدون أن يشتهر في العالم العربي، وغير العربي، فإن مئات غير ابن خلدون لا نزال نحتاج إلى التعرف إليهم، والقراءة لهم.

وهذا ما فعله الأمير حسن حسني عبد الوهاب الصمادحي، حين أخرج كتابه (المنتخب المدرسي من الأدب التونسي). وقد أحسنت وزارة المعارف المصرية في طبع هذا الكتاب، الذي يعرف أبناء العروبة بإخوانهم في العروبة والإسلام أهل تونس من أهل الشعر والأدب والعلم. كما أحسن سعادة حسن حسني عبد الوهاب في تأليف هذا الكتاب وإهدائه إلى كل تلميذ عربي نجيب.

والواقع أن أستاذنا المؤلف الفاضل كان متواضعاً في إهداء كتابه إلى (التلميذ)، فهو كتاب يهدى إلى المعلم والمتعلم على السواء. ولكن في الرجل تواضعاً يبعد به عن الادعاء.

لقد أمتعني هذا الأمير التونسي المتواضع العالم بهديته النفسية التي عرفتني إلى فضيلة أرضه وفصل قومه. وهم إخواننا وجيراننا. والحق أن هديته هذه باقة تونسية مختلفة الثمر، ناضرة الزهر. ولو أنها وصلت إلى أدباء القرن الرابع عشر الهجري، لعرفتنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>