للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[صفحة من تاريخ الاستكشاف:]

فيتوس بيرنج

للأستاذ محمود عزت عرفه

بطرس الأكبر بين حربين

شهدت أخريات القرن الخامس عشر خرستوف كولمبس يضرب في أرجاء المحيط الأطلنطي غرباً، على آمل أن يبلغ الهند من طرفها الشرقي فيثبت صحة النظرية التي آمن بها من استدارة الأرض. وكان بسبيل أن يحقق نظريته هذه لولا أن اعترضته أمريكا بهيكلها العظيم، فبقيت نظريته معلقة - بل وقابلة للجدل! - حتى قدَّر لماجلان أن يثبتها عملياً برحلته المشهورة فيما بين عامي ١٥١٩ و١٥٢٢م.

ومن ثم تابعت الرحلات في كل متجه، وعرف الناس عن أمريكا الشيء الكثير، حتى وافت أيام بطرس الأكبر - عاهل روسيا وسليل أسرة رومانوف - فحاكت بصدره مشكلة آلي على نفسه أن يضع لها حلا. . . مشكلة عاضلة يتعلق بها مستقبل بلاده، ويتوقف عليها مجدها وعظمتها واستقرار شعبها هادئاً - مدى أجيال - في حدود إمبراطوريته التي تباعدت أطرافها. . .

وكان بطرس قد شنَّ على السويد حرباً ضروساً انتهت بعقد معاهدة نيستاد في أغسطس من عام ١٧٢١؛ وبها ضم إلى بلاده دويلات من البلطيق أمَّن بها حدودها وعزز ركنها في اتجاه الغرب فراح بعد ذلك يتلفت إلى الشرق. . . إلى أطراف سيبريا المطلة على محيط مجهول يتكنفه الظلام والضباب.

ورأى بثاقب فكرة أن لا بد من النفوذ إلى أعماق هذه المواضع قبل أن تسد السبيل عليه فيها دولة مستعمرة، فيقف منها أمام (سويد) أخرى تقتضيه حرباً لا يعلم إلا الله نتيجتها.

. . . ألا ماذا في نهاية الطرف الشمالي الشرقي من آسيا؟. .

. . . أهي ممتدة شمالاً إلى مدى غير معلوم،. . . أم ثمة انفصال تبدأ عنده أمريكا من حيث ينتهي العالم القديم؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>