للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الأدب العصري]

في الجنوب الغربي لشبه جزيرة العرب

للدكتور ر. ب سار جنت

تمهيد

ليس في أنحاء العالم العربي جزء يعرف عنه الناطقون بالضاد أقل مما يعرفون عن الزاوية التي في الجنوب الغربي لجزيرة العرب إذا استثنينا منها عمان. وفضلاً عن ذلك ليس في تلك المنطقة ما هو أقل معرفة لجيرانه من بلاد اليمن، على الرغم من وقوعها في الطريق العام للعالم، وعلى الرغم من تاريخها الطويل في ميدان الحضارة. يقول ابن خلدون: (وتبقى الصنائع طويلاً في البلاد المتحضرة. فهي هناك تتجدد دائماً، وخصوصاً ما تمتاز به اليمن (كنسيج الوشي، والعصب، ونسيج الثياب والملابس الحريرية إلى غير ذلك مما وصل إلى درجة الإتقان).

وليس من الصعب أن نشرح السبب الذي من اجله كنا على جهل بهذه البلاد؛ فقد ظلت بلاد اليمن وحضرموت قرناً ونصف قرن وهما في اضطراب وفوضى لم يقض عليهما إلا منذ نيف وعشرة أعوام مضت. وكانت الحكومات القائمة في ذلك العهد لا ترضى أن تأخذ على عاتقها مسئولية السماح للأجانب بالسفر في البلاد أو بالكشف عن أسرارها. وكان يؤيد ذلك الخطر مناعة البلاد بجبالها الشاهقة التي في (اليمن الخضراء)؛ لهذه الأسباب لم يتسن للرحالة، أو التجار، أن يتعمقوا في جنوبي بلاد العرب، منذ البعثة الدنمركية لنيبوهر، ومنذ الأيام التي كان فيها للبريطانيين والفرنسيين مصانع في مخا تشغيل في تجارة البن.

على أن الأحوال قد تغيرت في السنوات الأخيرة، فاستطاع كل من العرب والأوربيين أن يزوروا اليمن، ومحمية عدن، وحضرموت. وبين كتاب العرب في تلك البلاد عبد المحسن الذي ظهرت كتاباته قبل الحرب الماضية، ومنذ ذلك التاريخ ظهر الريحاني، ونزيه المؤيد العظم، ثم أحدثهم جميعاً الدكتور حزين. وكان من ثمرة الاتصال السياسي بين اليمن من جهة، ومصر والعراق من جهة أخرى أن اليمن استجلبت منهما خبراء، في العلوم الهندسية في الغالب، كما أن اليمن أوفدت عدداً من طلابها إلى القاهرة وإلى بغداد. كذلك التحق

<<  <  ج:
ص:  >  >>