للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آلاماً مبرحة؛ فإن أنت عملت كل هذا فزت باستحسان الناس وأصبحت ممثلا يشار إليك بالبنان.

(ولما كان التوفيق حليفنا كان من الطبيعي أن أعزو قسما من النجاح لنفسي. لقد أطفأت الشموع؛ ودعني أقول لك إنه لولاي لفقدت القطعة نصف رونقها.

(ظللنا نمثل على هذه الصورة أسبوعين كاملين كانت الدار في أثنائها تكتظ بالنظارة. وقبل الرحيل بيوم واحد أعلنا على لملأ بأنا سنختم موسمنا بأعظم رواياتنا التي سنبذل في سبيل إخراجها كل ما لدينا من جهد ومال. ولقد كنا نعلق آمال جساماً فضاعفنا الأجرة. وبينا نحن في نشوة الأمل غارقون إذا بكبير ممثلينا يصاب بحمى صالب؛ فذعرنا وشق ذلك على جماعتنا الصغيرة فقررنا الذهاب إليه جميعنا لتوبيخه وزجره لمرضه في وقت غير مناسب كهذا، وخاصة لابتلائه بمرض قد يحتاج لمعالجته مالا وفراً. فانتهزت أنا هذه الفرصة وعرضت نفسي لأحل محله فقبلوني، فجلست تواً، والدور في يدي والكأس أمامي، (نخب صحتك مولاي) أدرس الشخصية التي سأؤدي الامتحان عنها غداً وأقوم بتمثيلها بعد ذلك بقليل.

(ولقد وجدت أن ذاكرتي تسعفني كثيراً وقت الشراب إذ تعلمت دوري بسرعة مدهشة فطلقت دور (إطفاء الشموع) منذ ذلك الحين لأن الطبيعة أعدتني لوظيفة أسمى من هذه وأشرف، ولقد قطعت على نفسي عهداً ألا أخيب ظنها بي.

(فلما كان الغد اجتمعنا لإجراء (البروفا) فأخبرت زملائي، وقد كانوا أساتذتي بالأمس، عن التغيير العجيب الذي طرأ علي وقلت: ليطمئن المريض في فراشه ولا يشقين نفسه في أمر الشفاء فإني سأقوم بدوره أحسن قيام، وسيدهش الناس من براعتي ونبوغي وليمت إن شاء فإني أعده بأنه سوف لن يفتقد.

(ابتدأنا بالبروفا، فرحت أتبختر أمامهم وألغط بكلام غير مفهوم فيعج المكان بالتصفيق والاستحسان وسمعت، أو يخيل لي أني سمعت صوتاً يقول: (ها قد بزغ نجم متألق في سماء التمثيل) فلم يعد الكون يسعني فقررت بيني وبين نفسي على أني لما كنت السبب في استدرار المال على الجمعية فيجب أن يكون لي في الربح نصيب، فأنشأت أخاطب الجماعة قائلا: (أيها السادة، إن الذي سأقوله لكم ليس أمرا أريد فرضه عليكم كلا. فلست

<<  <  ج:
ص:  >  >>