للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الفن]

١٢ - الفن

للكاتب الفرنسي بول جيزيل

بقلم الدكتور محمد بهجت

عن الأمس وعن اليوم

(تابع)

(وعلى ذلك ذهبت عنده وعملت منه عدة دراسات سريعة بالقلم الرصاص ليسهل علي عمل التمثال فيما بعد. ثم أحضرت منصتي وشيئاً من الصلصال. ولما كان من عادة الشاعر أن يجلس في البهو مع أصدقائه كان من الطبيعي ألا أجد مكاناً سوى الشرفة أضع فيه تلك الأدوات القذرة. وإنك لتستطيع أن تدرك صعوبة واجبي. كنت أدرس الشاعر العظيم في انتباه كبير وأحاول أن أطبع شخصه في ذاكرتي ثم أجري فجأة إلى الشرفة لأطبع في الطين ما لاحظته والتقطته ذاكرتي من هنيهة. ولكن كثيراً ما كانت تخبو ذاكرتي وأنا في طريقي إلى الشرفة. فإذا ما وقفت أمام المنصة لم أجد في نفسي القوة على لمس الطين. وكان يتحتم على أن أقفل راجعاً إلى مثالي مرة أخرى. (وعندما قاربت النهاية من عملي سألني دالو أن أقدمه إلى فكتور هوجو. فأجبته إلى ذلك في حينه. ولم يعش الرجل العظيم الهم بعد ذلك كثيراً. وما استطاع دالو أن يبلغ غايته إلا من صبيبة أخذت للشاعر بعد موته).

قادني رودان وهو يتكلم إلى ظرف من الزجاج بداخله قطعة واحدة من الحجر. إنه الحجر الأوسط من عقد، الحجر الذي يضعه المهندس وسط العقد ليدعم به منحناه. نحت على واجهته قناع مربع من ناحية الخدين والصدغين، متمشياً في ذلك مع شكل الحجر المربع. رأيت ثمت وجه فيكتور هوجو. وعند ذلك قال المثال الكبير: (كثيراً ما أتخيل مثل هذا الحجر يتوسط بناء يوهب للشعر)

وكان من السهل علي أن أتخيل ذلك. فإن جبين فكتور هوجو وهو يدعم في ذلك الوضع حنية تذكارية فكأنما يرمز بذلك إلى العبقرية التي ارتكزت عليها آراء وجهود عصر

<<  <  ج:
ص:  >  >>