للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

الترجمة وأثرها في النهضة الفكرية

(تصدير معالي الأستاذ مصطفى عبد الرزاق باشا لكتاب

(المدخل لدراسة الفلسفة الإسلامية) ترجمة الأستاذ يوسف

موسى، وسيظهر هذا الأسبوع)

لقد كانت الترجمة - وما تزال - دعامة من دعائم النهضات الفكرية

والثقافية للشعوب، وبالترجمة بدأت النهضة الثقافية في عصور الإسلام

الأولى؛ إذ أدرك الخلفاء المسلمون حاجة الأمم إلى استتمام غذائها

الفكري من كل سبيل، فتدفقت إلى النهر العربي وديان من مختلف

الثقافات العالمية، وظهر من بينها هذا اللون العربي الإسلامي على

خير ما يكون الاستواء.

وعندما نهضت أوربا من سباتها، ونفضت الكرى عن عيونها، رأت أن أقوم وسيلة لانتعاشها أن تنحو نحو الترجمة، فاندفع الناقلون يترجمون أمهات الكتب اللاتينية واليونانية، وتناولت أيديهم وأقلامهم كذلك أصول الكتب العربية التي عملت على ازدهار الثقافة الأوربية الحديثة.

وحين أسفر فجر هذه النهضة المصرية، وأدرك رجل مصر الحديثة رأس الأسرة المالكة محمد علي باشا، ما للترجمة من أثر فعال في إنعاش البلاد وإحيائها، هداه نظره الثاقب إلى إرسال البعوث العلمية إلى أوربا، لنقل معارف الأوربيين وثقافتهم إلى مصر باللغة العربية، فأرسل ثلاثة بعوث علمية في أزمنة مختلفة، كونت ثلاث طبقات من العلماء والأطباء والضباط والمهندسين، فنقلوا إلى العربية مئات من الكتب في العلوم والمعارف المختلفة. ولقد كان لذلك - بلا ريب - أثره الملموس في اللغة العربية والثقافة العربية.

ومما هو قمن بالذكر أن كل المدد الذي استمده محمد علي باشا لتلك البعوث لم يكن من

<<  <  ج:
ص:  >  >>