للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويعف بصفة خاصة أن يسمح لبناته وأهل بيته بمشاهدتها.

وكلنا نعرف رواد الصالات، ونعرف ما يجري داخل هذه الصالات. . . نعرف أن جماعة مهذبين يرتادون هذه الأماكن، وقد استعدوا للسهرة بالخمر كيما تنطلق في أجسادهم أقصى حيوانيتها، وكيما يستثير حيوانيتهم ما يشاهدونه من اللحم الرخيص في هذه الصالات. . . ثم هذا اللحم الرخيص يعرض في أضواء حمراء مهيجة على أوضاع لا يرضاها إلا (الرقيق الأبيض) الذي يقتات من هذه الموائد القذرة. . . ثم يهيج السعار الحيواني. . . يهيجه النور الأحمر، والرقص الخليع، والكلمات المكشوفة، والحركات الداعرة، والنبرات المتخلعة، ويهيجه السكر المسرف، والدم المتنزي في أجسام جائعة. . . فينطلق ذلك كله في جو معربد صاخب داعر تشمئز له الفطرة السليمة

. . . ثم تأتي محطة الإذاعة - الإذاعة الحكومية - فتنقل ذلك كله إلى البيوت الطاهرة. . . إلى الزوجات الفاضلات، وإلى العذارى، ونجب أن نقول للمحطة: (إنه لا يزال هناك عذارى ولو قليلات. . .!) وإلى الصبية والأطفال والمراهقين، وإلى جميع أولئك الذين عفوا عن مشاهدة هذا الفحش الداعر في مكانه، فانتقل إليهم في بيوتهم، وتسور الجدران عليهم، لا لذنب جنوه إلا انهم يقتنون جهازا للاستقبال، وأن محطة الإذاعة الحكومية تريد لهم هذا الفحش الذي يفرون منه، فيلاحقهم إلى البيوت!

فأما الأشرطة السينمائية، فلا نستطيع الحديث عنها، فأصحابها يملكون من السلطة في الدوائر الرسمية ما يسمح لهم بأن يخرجوا لنا ألسنتهم إذا نحن حاولنا مقاومة الفساد النفسي والخلقي الذي يبثونه فيها، من ذلك الغزل المخنث يتطرى به رجل رقيع في أغانيه، أو ذلك الفحش الواطئ تتخلع به امرأة هلوك في نبراتها. . . ثم يدعون ذلك حبا. . .!

وإنه لحب، ولكنه ليس حب الرجل السليم الفطرة للمرأة السليمة الطبع. . . هو حب المخنثين والسواقط من الرجال والنساء. ذلك الحب الذي تعرفه المواخير ولا تعرفه البيوت، بل لا تعرفه الشوارع ذات الهواء الطلق. فما يتم حب من هذا الذي تعرضه الأفلام في الهواء الطلق. . . إنما يتم في جو راكد حبيس يغشيه دخان النرجيلة، وسرحان الأفيون في ماخور. . .

ومع هذا كله، فنحن لا نطمع في أن تراقب هذه الأشرطة قبل إخراجها، ليحذف منها ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>