للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بوركتَ يا عزم الشباب وقدستْ ... روحُ الشجاعة فيك والإقدامُ

أملُ الجزيرة قد أنيط بعزمكم ... بغدادُ ترقب نورَه والشامُ

متطلعين إلى الحجاز فإنه ... في كل عصرٍ قائدٌ وإمامُ

ومن الخير في هذا المقام أن ننقل إلى القارئ ما كتبه معالي الدكتور هيكل باشا في نهضة الحجازيين عن طريق الالتفات إلى الماضي والاعتزاز بالقومية العربية فهو يقول: (وما دام شباب العرب قد بدءوا نشاطهم الفكري على هذه الصورة الواضحة في (أشعارهم) فمن حقهم وحق كل عربي أن ينفسح أمامهم ميدان الأمل في المستقبل، فالأدب نواة كل عمل وكل حياة بل هو رحيق الحياة وروحها، والروح ما قويت قديرة على كل شيء، ولقد أتيح لي أن أتعرف إلى كثيرين (منهم) فرأيت فيهم طموحا وأملا وحرصا على تحقيق هذا الأمل، أما وهذا شأنهم وهذه عزيمتهم الصادقة فلهم أن يصوروا مستقبل بلادهم كما يشاءون، فإذا جاء الوقت الذي تدوي في العالم صيحته كان هذا طليعة العظمة العربية المقبلة وكان المتقدم الذي يسير في أثر أمجاد يعيدون لبلادهم عظمتها ومجدها)

والحجازي خليق ببلوغ هذه الغاية التي يسعى إليها لأنه جلد صبور، قد أوحت إليه الحياة الخشنة في الصحراء كثيرا من أخلاق الصرامة والثبات والعمل المتلاحق الذي لا يدركه فتور ولا كلال.

ولاشك أن هذا الاتجاه العربي القومي قد أفاد اللغة والأدب أجل الفوائد، ولاشك كذلك أن هذه الآمال التي استمدوها من الماضي العريق قد دفعت الأدب دفعا قويا ظهرت ثمراته في عهد قليل، ولن يتوانى هذا الأدب عن تقدمه السريع وإمعانه في التجديد والرقي ما دامت القومية العربية طابعه وفسحة الآمال تستحثه وتنهض به. وتاريخ الآداب في الأمم المختلفة يوضح لنا هذا القول؛ فما قوى أدب أمة من الأمم إلا في ظلال قوميتها وعلى أساس من آمالها المتوثبة الجريئة، وما ضعف إلا في العهود التي تخاذل فيها الناس وتناسوا قوميتهم وفقدوا آمالهم؛ لأن الأدب يتمشى مع القومية والآمال ويستمد منهما معاني الحياة الباقية الخالدة

الثقافة

الثقافة عماد الأدب ومادته ولا ينهض أدب في أمة من الأمم ما لم يتهيأ لها من وسائل العلم

<<  <  ج:
ص:  >  >>