للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ترجع إلى أفراد (أنه الفرد منبع الأفكار الجديدة، والاختراعات والقواعد القضائية وغيرها من عوامل الإصلاح. . .).

وظاهرة التقليد عند تارد تقوم على ثلاثة عناصر:

١ - التكرار.

٢ - المعارضة.

٣ - القبول.

وتكون هذه العناصر الثلاثة حلقة دائرية، تبدأ محدودة ثم تأخذ في الاتساع بسرعة وبدون توقف. وعنصرا التكرار والقبول هما العنصران البارزان في هذه العملية، وعنصر المعارضة يهيأ، في هذه الحركة الدائرية لظهور عباقرة مخترعين. ويمكن أن نفهم العلاقة بين هذه العناصر الثلاثة عندما تعتبر أن عنصر التكرار المستمر يعمل بنفسه على مضاعفة القبول وازدياده، وفي حالة المعارضة يعمل على ظهور وسائط أخرى من شأنها أن تحدث اتجاهات جديدة وتضاعفها بدورها. . .

ولعل نظرية التقليد هي أكثر النظريات العلمية شيوعاً في مناهج البحث التاريخي، مع أن التقليد كما يقول العلامة در كيم (هو توليد أتوماتيكي ناتج عن فعل بدون أن يتدخل في هذا الفعل أية عملية عقلية واضحة أو غير واضحة) فانتشار عادة من العادات في مجتمع ما لا ترد إلى تقليد الأفراد الذين بدءوا بممارسة هذه العادة تقليداً إرادياً كما يزعم تارد، وإنما يرجع انتشار العادة إلى الشعور الجمعي المتولد والذي كان هؤلاء الأفراد أول من استجاب له) فالتقليد هنا بمعنى آخر تماما غير هذا الذي يعنيه تارد.

(ب) نظرية الدوافع: يقول مبرفي ونيوكب في كتابهما (علم النفس الاجتماعي التجريبي)، أنه إذا كانت ظاهرة التقليد قد حظيت بالأنصار العديدين في أواخر القرن التاسع عشر وأواخر القرن العشرين، فانه لم يعرف حتى الآن انتصار لنظرية كذلك الذي حظت به نظرية الدوافع التي كان أول من قال بها ماكدوجل الأمريكي. فماكدوجل يقول (أن مظاهر الأفراد بعضهم مع بعض في المجتمعات، ترجع بعد تحليلها إلى الدوافع الفطرية)، وهذه الدوافع عند ماكدوجل أربعة عشر أهمها الجوع والعطش والغريزة الجنسية وغريزة الأمومة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>