للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

القيمة الحقيقية - لا المتوهمة - لما هو فيه أو لما يخشى أن يكون. فتراه يقول لنفسه إذا كان قد فقد عزيزاً: (لقد مات، وكان لابد أن يموت يوماً ما، وسنموت جميعاً متى وافانا الأجل، فلا حيلة في هذا. وصحيح أنه مات في وقت أنا أحوج ما أكون فيه إليه والى عونه، ولكن إطالة عمره لم تكن في يدي، واستغراق الحزن لي ليس من شأنه أن يجعلني أقدر على النهوض بالعبء الذي انتقل إلى كاهلي)

وكان قبل أن يبتسم يقول: (يا ويلتاه! وا مصيبتاه! ماذا أصنع الآن! لقد فقدت المعين، فأنا ضائع لا محالة! وكيف تطيب الحياة لي بعد؟ الخ الخ). نعم، هو سحر، ولكنه سحر في وسعنا جميعاً أن نعالجه ونوفق فيه. وكل شئ في مبتداه عسير، ثم يهون بالدربة والمرانة ويصبح عادة وأشبه بالطباع، ويكسب المرء مناعة وحصانة، فلا تعود صروف الأيام قادرة على تقويض كيانها ونقض بنيانها. فجربوا هذا كما جربته، واشكروني

المازني

<<  <  ج:
ص:  >  >>