للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إطارات

ومما يذكر لفلسطين بالحمد والرجاء أن السياسة لا تشغلها كل الشغل عن مطالب الأدب والثقافة في وقت من الأوقات

فهي اليوم لا تني تتحفز وتتطلع ولا تكف عن التدبر في مصيرها المنظور بعد الحرب العالمية: بين الصهيونية والانتداب والاستقلال والوحدة العربية، وقلما تغشى مجلساً من المجالس لا يدور فيه النقاش على مسألة من هذه المسائل، ولكنهم لا يستغرقون وقتهم في مسألة منها إلا وجدوا بين فجواتها متسعاً لحديث اللغة العربية والأدب العربي والأدباء العرب في مختلف الأقطار، وما أخالهم يبعدون الشقة بين موضوعات اللغة وموضوعات السياسة، فإنما مستقبل فلسطين مستقبل العربية على أية حال

كنا نتحدث عن تقرير المصير وحرية الاختيار في السياسة الوطنية، فقلت: إن الله الذي حباكم بحرية الاختيار في الجو والمناخ كفيل بأن يحبوكم بحرية الاختيار في الحكم وشئون السياسة:

إننا في مصر ننتظر الربيع أشهرا، حتى نصل إليه، ولكنكم هنا لا تنتظرونه غير ساعة واحدة تنقلكم حين تشاءون من قيظ الصيف إلى نفحات الربيع

عندكم (أريحا) التي تذكر الناس بالمظلات في صبارة الشتاء، وعندكم رام الله التي تذكركم في لياليها بالمعاطف، ولو كانوا في أيام المصيف

وكنا في طريق (رام الله) هذه حين استطرد بنا حديث المصير إلى حديث المصيف، فسألنا: أي معنى يا ترى لهذا التركيب الذي لا نعرف معناه بالعربية؟ أهي كلمة عبرية أو آرامية؟

ورجح الأستاذ السكاكيني أنها مخففة من (رام اللات)

وقال الأستاذ عادل جبر: أنهم جمعوا رامة على رام وأضافوها إلى الله، وكأنها بذلك عربية أو آرامية تشبه العربية

والرامة في اللغة العربية معروفة للمكان الذي يجتمع فيه الماء، ولا سيما الروابي والهضاب، وعندهم اليوم في طريق بيت المقدس مواقع على هذه الصفة تعرف بالرامة على ألسنة السواد

بقي أنهم يعرفون الجمع في الآرامية كما يعرف العرب جمع ساحة على ساح وراحة على

<<  <  ج:
ص:  >  >>