للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المدينة) ويقولون بأن العرب نقلوها عن الروم الشرقيين عند اتصالهم بهم في حروب الشام.

غير أننا نحب أن نعني بالأمرين جميعا لما لكل من الأهمية، ولذلك سنحاول:

أولا - مناقشة الأسباب التي دعت لاختيار هذا المكان ليكون حاضرة المصريين بعد إتمام الفتح العربي.

ثانيا - مناقشة الأسباب التي دعت لتسمية هذا المكان بالفسطاط.

١ - أسباب اختيار المكان:

أما عن الأمر الأول فيقول المقريزي في خططه: (اعلم أن موضع الفسطاط الذي يقال له اليوم مدينة مصر كان فضاء ومزارع فيما بين النيل والجبل الشرقي الذي يعرف بجبل المقطم ليس فيه من البناء والعمارة سوى حصن يعرف اليوم بعضه بقصر الشمع وبالمعلقة ينزل به شحنة المتولي على مصر من قبل القياصرة ملوك الروم عند مسيره من مدينة الإسكندرية يقيم فيه ما يشاء ثم يعود إلى دار الإمارة)

من هذا يبدو أن العرب قد أنشأو مدينتهم (الفسطاط) في الفضاء المجاور لحصن بابليون - مقر الدفاع الروماني -؛ وهنا نجد اختلافا آخر بين المؤرخين بشأن كلمة (بابليون) فالبعض يطلقها على الحصن فحسب والبعض الآخر يقول بوجود مدينة حول الحصن كانت تسمى بهذا الاسم، وزعيم الفريق الثاني هو الدكتور بتلر، وقد لخص رأيه في هذه الفقرات.

١ - كانت تقوم في زمن الفراعنة مكان مصر القديمة (الفسطاط) مدينة ذات شأن يدل عليها وجود بعض التماثيل المصرية مثل (سرية أبي الهول) وأن بعضاً من هذه التماثيل بقي حتى زمن الخليفة الحاكم الفاطمي.

٢ - وفي القرن السادس قبل الميلاد اتخذ البابليون لهم في هذا المكان معسكراً حربياً وأنشئوا هناك حصنا على المرتفعات الصخرية التي سماها العرب فيما بعد (الرصد).

٣ - ومن هذا المعسكر انتشر اسم (بابليون) حتى شمل الإقليم المجاور وأصبح الاسم المميز لمدينة عظيمة تمتد بعيداً شمال الرصد حتى تتصل بأطراف المدينة القديمة العظيمة المنحلة وقتذاك (هليوبوليس أو عين شمس).

٤ - وعندما أراد تراجان أن يعزز قوته عند رأس الدلتا واعتزم أن يبني حصناً قوياً كقلعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>