للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعقلون. ومن الإسراف والشطط ألا يقر الأستاذ قطب هذا التفسير العلمي الحديث، فما لا ريب فيه أن القرآن سلك في طرائق الاستدلال صوراً من المنطق فطرية سهلة تتناسب والعقلية العربية يومئذ.

(الإسكندرية)

أحمد الامبابي

مدرس بالليسيه فرانسيه

اليهود والعرب:

تطالعنا الصحف كل يوم بما يقوم به اليهود من أعمال العنف لجعل فلسطين وطناً قومياً لهم، وقد وصلوا في ذلك إلى حد لا يقره تاريخهم الذليل، ولعل من أعجب ما قرأت في هذا الشأن ما نشرته بعض الصحف من أن عدداً كبيراً من اليهود اجتمعوا في جنوب إيطاليا، وهم مصممون على دخول فلسطين

وقد لفتت هذه الجملة الأخيرة نظري، ورجعت بفكري إلى عهد بعيد يوم ضاعت جهود النبي الكريم موسى بن عراد سدى في حمل بني إسرائيل على دخول الأرض المقدسة

ذكرت ما قصه علينا القرآن الكريم في هذا الشأن، وما سجله عليهم من الخزي والضعف والجبن، وكيف أنهم خافوا من سكانها الجبابرة وقطعوا على أنفسهم عهداً مؤكداً أنهم لن يدخلوها ما داموا فيها: (وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم، إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين، يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين. قالوا: يا موسى، إن فيها قوماً جبارين، وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، فإن يخرجوا منها، فإنا داخلون. قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما: ادخلوا عليهم الباب، فإذا دخلتموه فإنكم غالبون، وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين؛ قالوا: يا موسى، إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها، فاذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ههنا قاعدون). وكتب الله عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله

ثم ذكرت مواقف البطولة التي وقفها أجدادنا العرب مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فآزروه ونصروه وما وهنوا في موقف من المواقف وما ضعفوا وما استكانوا، وكيف أنهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>