للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حول مذهب الشيخية:]

بيان حقيقة وإيضاح شبهة

للشيخ عبد الله بن علي الموسوي

قرأت في الرسالة المباركة عدد (٦٣٣) ما حرره الدكتور جواد علي بعنوان (الفلسفة الإسلامية المتأخرة) فرأيته، وفقه الله وسدده، قد خالف الحقيقة فيما نسبه إلى الشيخية ورئيسها المرحوم الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي؛ فتعجبت غاية العجب وقلت يا سبحان الله؛ إن مثل الدكتور جواد على المعروف بالتتبع والصدق والأمانة كيف يكتب خلاف الحقيقة ويسيء إلى التاريخ ويشوه سمعته حتى أني ظننت أنه، سلمه الله، لم يطلع على كتب الشيخ أحمد بن زين الدين ولا على كتب واحد من تلاميذه وأتباعه وما كتبه قد استقاه من عيون غير صافية. وها إني أبين ما جاء فيما كتبه صواباً وخطأ.

أما قوله: إن الشيخية هم المنسوبون إلى الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي فهو حق، لأن الشيخية هم الذين يقلدون الشيخ أحمد ويأخذون فروع دينهم عنه كما هي سيرة الشيعة الإثني عشرية إلى يومنا هذا. وأما قوله: إن الشيخ أحمد تأثر بآراء الملاصدرا كثيراً فشرح بعض كتبه مثل كتاب العرشية والمشاعر، وهو عيال على الملاصدرا فهو مخالف للحقيقة، لأن الملاصدرا يقول بوحدة الوجود كمحيى الدين بن عربي، والشيخ أحمد عقيدته التوحيد الخالص، وقد رد على الملاصدرا في شرحه كتابيه: العرشية والمشاعر، لا أيده، والشرحان مطبوعان وبإمكان كل منصف طالب الحقيقة النظر فيهما ليعرف حقيقة الأمر؛ كما أن الشيخ أحمد في كتابه شرح الزيارة زيف آراء محيى الدين وعقيدته في وحدة الوجود، تجد ذلك في (صحيفة ٢٢) من كتاب شرح الزيارة طبع سليمان خاقان. فالقول بأنه عيال على الملاصدرا بعيد عن الإنصاف جداً.

قوله: وبالنظر إلى ما كان يظهره من غلو في بعض الآراء نفر الناس منه فألتمس الشيخ أحمد حامياً له ومعيناً، وكان ذلك الحامي هو الأمير محمد علي بن فتح علي شاه إلى آخر عبارته

(اعلم) أن الشيخ أحمد لا غلو في آرائه، وكانت آراؤه مستقاة من كتاب الله سبحانه وسنة نبيه وأحاديث آل البيت الإثني عشر، وتلك المصادر لا غلو فيها.

<<  <  ج:
ص:  >  >>