للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نعم إن الشيخ أحمد لما كانت له درجة رفيعة في العلم وكان ورعاً تقياً زاهداً عابداً لا همة له سوى إرشاد الناس وصلاحهم صارت له لدى الملوك والأمراء منزلة لا بأس بها، فأحب السلطان فتح علي شاه إقامته في طهران لما زارها وألح عليه فامتنع الشيخ أحمد عليه امتناعاً شديداً ورجع إلى يزد بعد أن زار خراسان، ثم بعد ذلك عزم السفر إلى زيارة أئمة العراق، ولما وصل إلى أصفهان أوفد الأمير محمد علي جماعة إلى أصفهان يستقبلونه وكان إذ ذاك في كرمنشاه والياً، ولما قارب الشيخ كرمنشاه خرج الأمير وحاشيته وجنده ورعاياه لاستقباله وقد طلب من الشيخ الإقامة في كرمنشاه فوعده بالإقامة بعد رجوعه من العراق، وبعد أن رجع أقام في كرمنشاه يدرس العلوم الدينية ويوضع الشريعة المحمدية.

هذه قصة الأمير محمد علي ميرزا ومن أراد الاطلاع عليها أو على غيرها فعليه بكتاب هداية الطالبين المطبوع في إيران.

قوله: يروى عن الشيخية أن الإمام تجلى للسيد كاظم الرشتي في ليلة من الليالي وكان عمره إذ ذاك إثني عشر عاماً وأشار عليه بوجوب الذهاب إلى مدينة يزد والالتحاق بحاشية الشيخ أحمد، ما أدرى من أين أخذ دكتورنا هذه الرواية وعلى من اعتمد في نقلها ومتى كانت الشيخية تعتمد على أمثال هذه المزخرفات وإن كان ما يرويه الدكتور جواد علي حقاً فليذكر الكتاب الذي فيه هذه الرواية.

قوله: ولما غادر الأحسائي إيران ثم ترك العتبات المقدسة في العراق لأداء فريضة الحج توفي في الحجاز ودفن في المدينة في جوار قبور الأئمة بالبقيع سنة ١٢٤٣، الصحيح أنه توفي سنة ١٢٤١ لا سنة ١٢٤٣ للهجرة.

قوله: وأصبح السيد كاظم الرشتي خليفة الأحسائي والنايب منابه. نعم إن الشيخية لما فقدوا الشيخ أحمد ورأوا السيد كاظم الرشتي عالماً فاضلا ورعاً تقياً صادقاً أميناً قلدوه وأخذوا الأحكام الفرعية عنه، حتى أن الشيخ أحمد الأحسائي خلف ولدين وهما: الشيخ محمد تقي والشيخ علي وقد كانا عالمين فاضلين إلا أنهما رحمهما الله لما لم تكن درجتهما العلمية في نظر الشيخية كدرجة السيد كاظم الرشتي قلدوه وأعرضوا عن تقليدهما، وكذلك لما توفى المرحوم السيد كاظم الرشتي خلف ولده المرحوم السيد أحمد وكان أيضاً عالماً فاضلا وله من المال ما لا بأس به، إلا أن درجته العلمية لما لم تكن موازية لدرجة المرحوم الحاج

<<  <  ج:
ص:  >  >>