للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غرك عزك فصار قصار ذلك ذلك، فاخش فاحش فعلك، فلعلك بهذا تهدأ.

أقول: يغلب على الظن أن هذه (الرسالة) من وضع علماء البديع، فهم يقدمونها مثلا للجناس المصحف الذي تماثل ركناه وضعاً واختلفا نقطاً بحيث لو زال إعجام أحدهما لم يتميز من الآخر، وفي اختلاف نسبتها إلى واضعها دليل على هذا، والراجح أن واضعها ذهب في وصفها إلى ذكر ستة جناسات مصحفات لا أربعة، وكتابتها على هذا تكون على الوجه التالي

(غرّك عزك فصار قصار ذلك ذلك فاخش فاحش فعلك، فعلك بهذا تهدأ) مستبدلا بكلمة (فلعلك): (فعلك) وبكلمة (تهدأ) كلمة (تهدا) دون همز، تحقيقاً لما ذهب إليه واضعها من الجناس المصحف

وفي كلمة الأستاذ الجليل نفسها تحقيق في (حركة) (الشغب) قال: (والفتح لغة وليس بخطأ كما قال الحريري في (الدرة)، وليس هو من كلام العامة كما ذكر ابن الأثير في (النهاية).

أقول: شيخ أدباء القدس اليوم من أعظم أساطين اللغة والأدب تعلقاً بشيخ المعرة وفيلسوفها في الأسى، وهو من أكثرهم ارتياحاً لآرائه وأبحاثه وتحقيقاته، وأنا - على هذا - مورد ما ذكره فيلسوف المعرة في (الشغب) هذا

جاء في كتاب (عبث الوليد) - وهو ما علقه أبو العلاء على ديوان الشاعر المطبوع أبي عبادة البحتري - في أثناء تعليقه على قصيدته التي مدح بها أبا عيسى بن صاعد، والتي مطلعها:

كيف به والزمان يهرب به ... ماضي شباب أغذذت في طلبه

والتي منها:

إحاطة بالصواب تومن من ... لجاجة في المجال أو شغبه

قال رحمه الله:

(الاختيار عند أصحاب النقل الشغب بسكون الغين كما قال:

لقعقعة المفاتيح في رائد الضحى ... أحب إليكم من طعان ذوى الشَغَبِ

وقد جاء شغب في بعض الكلام، وقد شهر القول في أن الثلاثي، إذا كان أوسطه حرفاً من حروف الحلق الستة أجاز الكوفيين فيه التحريك والإسكان)

<<  <  ج:
ص:  >  >>