للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأطلقوا جميعاً.

وربما يطلقون لعزل الوزير أو موته. حدَّث محمد بن الحسن الكاتب صاحب الجيش قال: (قبض محمد بن القاسم بن عبيد الله ابن سليمان بن وهب، في وزارته للقاهر على أبي وعليّ معاً. فحبسنا في حجرة من دار ضيقة، وأجلسنا على التراب، وشدد علينا. فقال لنا الموكلون بنا ذات يوم: قد عزم الوزير على قتلكما الليلة. . . فتغير حالي، وقام أبي يدعو الله ويصلي، فلما مضى ربع الليل سمعت الباب يدق، فذهب عني أمري، ولم أشك أنه القتل. وفتحت الأبواب، فدخل قوم بشموع، فتأملت فإذا فيهم سابور خادم القاهر. فقال أين أبو طاهر؟ فقام أبي وقال هاأنذاك فقال: أين ولدُّك؟ قال: هو ذا. فقال انصرفا إلى منزلكما. وإذا هو قد قبض على الوزير محمد بن القاسم، وأحدره إلى دار القاهر، وانصرفنا. وعاش محمد في الاعتقال ثلاثة أيام

ومات.

٤ - العفو:

وقد يطلق المسجون بعفو من الخليفة. مثال ذلك ما حكاه المسعودي، قال: ذكر عبد الله بن مالك الخزاعي، وكان صاحب شرطة الرشيد قال: أتاني رسول الرشيد في الليل. فارتعت. . فلما مثلت بين يديه، قال: إني رأيت الساعة في منامي كأن حبشياً قد أتاني ومعه حربة، فقال إن لم تخلِّ عن موسى بن جعفر الساعة وإلا نحرتك بهذه الحربة فاذهب فخلِّ عنه، قال فمضيت إلى الحبس وأطلقته.

ومن الطرافة أن تقرأ هذه المنامات، وترى كيف يطلق السجناء بعدها. وقد سرد قسما كبيراً منها التنوخي في الفرج الشدة.

٥ - الاحتيال:

وقد يحتال المسجون بحيلة لينجو. ذكر ابن طيفور أن طاهر بن الحسين كان يتعشق بخراسان جارية من جيرانه يقال لها (ديذا) وكانت توصف بجمال عجيب، وكان يختلف إليها. ولما صار إلى مدينة السلام، وقع في سجنه جار لديذا بجرم خفيف، وطال حبسه، ولم يعرف أحداً يشفع فيه، فاحتال لرقعة لطيفة، أرسلها إلى طاهر، وتوسل إليه بجوار ديذا فلما

<<  <  ج:
ص:  >  >>