للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البَريدُ الأدبي

فلسطين والنشاشيبي

أرادت (السياسة) أن تسلها وأن تسميها (فلسطين) فسلتها وسمتها، قالت: هذى (تُخومها) وما شاها القوم في التسمية، وفي غير التسمية، وقالوا: (قضاء من الله العزيز أراده) وفي الضمير أن هذه المدعوة فلسطين تمسي مملكة، وسوف يؤمرون أو يزرون يعودون (يصيرون) أوزارا. قال فريق: هل خلصنا من (اصطنبول) حتى نروح لـ (دمشق) تبعا. وأبى شخص أن يزل وأن يضل فيدين بما دان به غيره، وصاح منذ أول يوم: يا قوم، إن هي إلا أسماء سموها ما أنزل الله والعربية بها من سلطان، وأن وراء الأكمة ما وراءها، فاحذروا ثم احذروا، لا تهتلكوا، لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.

أمرتهمُ أمري بمنعرجَ اللوى ... فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد

وذلك الشخص هو (محمد إسعاف الشناشيبي) وهو على ما عاهد الله عليه، على ما واثق العربية لم يتبدل، ولم يتحول، ولم يقل:

وهل أنا إلا من غزية، إن غوت ... غويت وإن ترشد غزية أرشد

ولن يتبدل، ولن يتحول

يقول العلامة الأستاذ الكبير الدكتور عبد الوهاب عزام عميد كلية الآداب في كتاب (رحلاته) ص ٤:

(. . . وبينما نمني أنفسنا بالمبادرة إلى الفندق للاستراحة إذا بوفد من كرام إخواننا المقدسيين ينتظرنا. وأبصرنا في مقدمة لمستقبلين ذلك المحيا المحبوب المعروف أديب العرب إسعاف النشاشيبي. سارع الإخوان إلينا مسلمين وأخبرنا أن حفلا حاشد ينتظرنا في (روضة المعارف) فسارعنا إليها. نضر الله روضة المعارف وبارك في أهلها الأمجاد؛ لقد لقينا من حفاوتهم وإيناسهم ما هو جدير بنفوسهم الكريمة. . . دخلنا الروضة والموسيقى تعزف بألحان مصرية، ولقينا هناك جماعة من العلماء الإخلاء منهم الأستاذ الحسيني المفتي ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى، والشيخ الخالدي، ولما اطمأن بنا المجلس خطب مدير الكلية مرحباً معرباً عما يكنه الشاميون (ولا أقول الفلسطينيون إرضاء للحق وللأستاذ النشاشيبي الذي لا يعرف إلا اسماً واحداً الشام لما يسمونه فلسطين وشرق الأردن وسورية

<<  <  ج:
ص:  >  >>