للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- إني بمفردي يا صديقي. . إني وحيد. . آه يا إلهي فدنا الحارس من العجوز ووقف إزاءه وسأله:

- كيف حضرت إلى هنا؟!

- لقد ضللت سبيلي يا سيدي بينما كنت أروم طاحونة (ميتريافسكي). .

- وي. . . أهذا طريق طاحونة (ميتريافسكي)؟ أيها الشرير؟ كان ينبغي أن تسري إلى يسارك ثم تدوم سيرك على استقامة. . . يخيل إلى أنك تناولت بعضاً من أقداح الخمر، فتنكبت سبيلك!

- نعم. . . لقد أتت يداي هذه الخطيئة، فما ثمت سبب للإنكار. ولن أعود فأركب هذا المتن الخاطئ ثانية. . . بالله أين الطريق الذي علي أن أسلكه؟

- امض أمامك في هذه المطربة حتى نصل إلى باب المقبرة، فافتحه، وانطلق إلى حال سبيلك. . . حاذر أن تعثر بالخندق فتتردى فيه. . وستلاقي الطريق حيث يمكنك أن تصل إلى الطاحونة إن سلكته.

- اسأل الله أن يسبغ عليك وافر الصحة والخير. . . أيها الرفيق، ويطهرك من ذنوبك برحمته وغفرانه. . . ألا يمكنك أن تصحبني حتى الباب. . . فيضاعف ثوابك، فما أكاد أتلمس طريقي في تلك العتمة. . .

- كأني بك ترى عندي الوقت الذي أضيعه عبثاً في السير معك. . . امض وحدك.

- كن رحيما يرحمك الله. . . فسأصلي من أجلك. إني لا أكاد أرى طريقي فالظلمة حالكة. . . بالله أرني الطريق.

- أيدور بخلدك أن وقتي متسع لصحبتك أيها الشرير الكهل!

- نشدتك الله. . . قدني إلى الباب. . . لا أقدر على أبصار شيء، كما أنني أخشى هذه المقبرة وما يجول فيها من أرواح وأشباح. . . هيا معي يا سيدي. . . بالله رافقني. . .

- ليس سبيل إلى الخلاص منك ومن ثرثرتك، هيا إذاً معي أيها العجوز. . .

ومضى الرج لان متلاصقين في صمت رهيب. . . وهبت الريح صرصراً تصطك منها الأسنان، والأشجار ضاربة في جو السماء تصفر في رهبة كأنها صراخ الجن. . . ويساقط منها الطلل والندى. . . وقد تناثرت في ساح المقبرة المناقع الضحلة. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>