للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من أرتحشستا ملك الملوك إلى عزرا الكاهن كاتب شريعة السماء قد صدر مني أمر أن كل من أراد في ملكي من شعب إسرائيل وكهنته واللاويين أن يرجع إلى أورشليم فليرجع، وأن يبني بيت الرب إله إسرائيل. وليعلم أن جميع الكهنة واللاويين والمغنين والنثينيم وخدام بيت الله هذا لا يؤذن أن يلقى عليهم جزية أو خراج أو خفارة

في السنة السابعة للملك (٥٢٩ ق. م)

(التوقيع)

فكان هذا ثاني وعد أعطى لليهود بالعودة إلى فلسطين.

عاد اليهود إلى فلسطين، بحسب منطوق هذا الوعد متحدين إرادة الله وإرادة سكان البلاد. وبنوا الهيكل ورمموا أسوار المدينة (القدس) فكانوا باليد الواحدة يعملون العمل، وبالأخرى يمسكون السلاح.

وكتب زعماء البلاد، سنبلط الحوروني وطوبيا العبد العموني وجشم العربي، إلى الملك محتجين وقائلين:

(فتش في سفر أخبار آبائك فتجد في سفر الأخبار وتعلم أن هذه المدينة مدينة عاصية ومضرة للملوك والبلاد، وقد عملوا عصيانا في وسطها منذ الأيام القديمة، لذلك أخربت هذه المدينة. ونحن نعلم الملك انه إذا بنيت هذه المدينة وأكملت أسوارها لا يكون لك عند ذلك نصيب في عبر النهر. . .

وهكذا قام أصحاب البلاد بالواجب عليهم محذرين مملكة فارس من نتائج هذه السياسة!. . .

مرت سنون، تناوب الحكم في فلسطين اليونان والرومان وظلت المدينة عاصية، بالرغم مما عمله بيلاطس النبطي (عامل رومة على فلسطين) لليهود. فقد شيد بعض الحمامات في السامرة (نابلس) وجلب الماء الكافي إلى أورشليم (القدس) من الينابيع الموجودة جنوبي المدينة: وأنشا طريقين يؤديان إلى القدس من الشمال ومن الشرق، فنشطت حركة التجارة وحركة الحجاج، وهما مورد لا يستهان به لزيادة الدخل.

وأعمال كهذه يقوم بها بيلاطس لخدمة اليهود تستحق منهم أن ينصبوا له تمثالا!. . . وفوق هذا كله فان بيلاطس التعس لم يسمح له قيصر بان تنشب ثورات عنده، وهو في الوقت ذاته ممنوع من مكافحة التحريضات التي يقوم بها اليهود في الجليل

<<  <  ج:
ص:  >  >>