للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نقده تمام الخطأ، فمن يقرأ لشلي قصيدته (إلى الطائر يجد فيها مقدرة خيالية عظيمة قل أن توجد في غيره من الشعراء. فقد صور فيها صوراً رائعة لا شك في تأثيرها على نفسية القراء.

ونتناول الآن نقده لتنسون، فقد كان دائم الكراهية لهذا الشاعر العظيم، وعندما ظهر كتاب (خرافات الملك) لتنسون كتب أرنولد عنه قائلاً: (إن من الأغلاط الكثيرة التي أجدها في تنسون في كتابه هذا هو افتقاره لسحر القرون الوسطى وقوة خيالهم، ومع مقدرته الفنية الفائقة فقد كانت تنقصه المقدرة العقلية).

وفي هذا النقد تحامل ظاهر لا يمكن أن يتجاوزه، فقد كان أرنولد دائم التفضيل لبيرون على تنسون، وقد وصفه الكثيرون من الأدباء بتحامله على جميع معاصريه مدفوعاً بروح المنافسة، وهذا خطأ بين لا يمكننا الإغضاء عنه، فقد كان من محبي سنت بوف مع أنه من معاصريه ومنافسيه. ناهيك عن تحامله الشديد وكيتس الذي امتد طيلة حياته.

من المثلين السابقين اللذين ذكرتهما نرى أرنولد مر النقد قوى الشكيمة، ولكن هذه الصفة لم تكن لتنطبق عليه دائماً فكان من محبي وردزورث وبيرون ومن أنصارهما. وقد وصف وردزورث بقوله إن الطبيعة قد أمسكت بقلمه فسجلت روائع رائدها قوة الطبيعة الخارقة على تفهم الحياة ومناحيها المختلفة. وقد كتب إلى أحد أصدقائه (إني لا أومن بقوة تنسون ومقدرته في أية ناحية من نواحي الأدب. فهو لا يضاهي جوته في تفكيره العصري، ولا وردزورث في خياله وقوة ابتكاره، ولا بيرون في عاطفته ورقته. ولكنه شاعر يعتبره الناس في عصرنا هذا، ولكني لا أحمل في نفسي أي اعتبار أو تقدير لفنه أو لشعره).

وعندما أتناول البحث في كتابه: (مقالات في النقد) يرى القارئ هنالك بحثا أكثر إسهابا عن شهرة أرنولد في عالم النقد. فهو خير كتاب يقرأه الطالب لتعلم فن النقد وأصوله. ولكن نقده لم يكن في الحقيقة مبنياً على الأساس العلمي في عصره. وهذا التحامل قاده للتسرع بأقوال خالية من الحكمة ينقصها التفكير الطويل، وتحكيم العقل والمنطق.

شعره:

تتلخص عبقرية أرنولد الشعرية في نجاحه في عرض أفكاره على جمهرة القراء. وفي أشعاره وخاصة قصيدته أمبدوكليس نرى الشاعر ينشدنا أغاني مطربة وقصائد تسيل رقة

<<  <  ج:
ص:  >  >>