للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هنالك بين البشر من هم أكثر وحشية وأشد شراسة وفتكا منها!) وتطرق الحديث بنا بعد ذلك إلى التكلم عن أنواع بنادق الصيد المختلفة. ثم دعاني بعد أن فرغنا من هذا الحديث إلى مشاهدة مجموعة البنادق والأسلحة التي كان يحتفظ بها في إحدى الغرف الخلفية للمنزل. واسترمي نظري في هذه الغرفة التي أدخلني فيها شئ غريب معلق على الحائط، وكان هذا الشيء موضوعاً داخل جراب من القطيفة السميكة الحمراء. فلما اقتربت من هذا الشيء لأتبينه عن قرب وجدته يداً بشرية كبيرة الحجم! وكانت هذه اليد المقطوعة جافة سوداء ذات أظافر طويلة مصفرة اللون، وعليها آثار دماء متجمدة سوداء قديمة العهد. وكان يلوح لي على هذه اليد أنها قطعت بمهارة فائقة عند اتصال أعلى الذراع بالكتف بآلة صلبة حادة.

ومما استرعى انتباهي أكثر من أي شئ آخر أنني رأيت جون معصم هذه اليد سلسلة حديدية متينة مشدودة إلى حلقة مثبتة في الحائط بدقة عجيبة، بحيث لا يقوى على انتزاعها من مكانها أقوى الرجال عضلا وأشدهم بأساً!

فلما راني السير جون رويل أحدق بدهشة وذهول في تلك اليد البشرية البشعة المنظر تلاشت الابتسامة التي كانت مرتسمة على شفتيه منذ لحظة وقال: (إن هذه اليد التي تراها معلقة على الحائط أمامك هي يد ألد عدو لي على ظهر البسيطة، وهو رجل زنجي من أهالي أمريكا الجنوبية، وقد قطعت يده هذه بفأس كبيرة حادة النصل بعد أن قتلته شر قتلة، ثم نزعت عنها جلدها الخارجي وجففتها في الشمس مدة أسبوع كامل واحتفظت بها بعد ذلك داخل هذا الجراب الذي تراها موضوعة فيه) وكانت أصابع هذه اليد اللعينة طويلة ملتصقا بعضها ببعض بقطعة كبيرة من القماش المتين. وقلت للسير جون رويل وأنا أشيح بوجهي عن هذه اليد التي كان يدل قطعها على منتهى الوحشية والقسوة: (أظن أن عدوك كان قوياً كبير الجسم؟) فأجاب الإنجليزي ببرود وجمود: (نعم لقد كان ضخماً قوياً في الواقع، ولكنني كنت في ذلك الوقت أقوى وأشد بأساً منه، وقد ربطت يده في تلك السلسلة الحديدية المتينة حتى لا تحاول الإفلات منها!) وظننت حينئذ أنه قال العبارة الأخيرة على سبيل الدعابة والتفكه فقلت: (ولكن هذه اليد لا يمكنها الإفلات بطبيعة الحال، ولا سيما بعد أن فصلت عن جسم صاحبها الذي قتلته شر قتلة كما قلت؟) فأجاب السير جون رويل وهو عابس الوجه،

<<  <  ج:
ص:  >  >>