للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

عزها. . .

أقول - ومن أصعب الأشياء توضيح الواضح - أن الشاعر شبه خفقان قلبه الوجاب بارتجاف القطاة المسكينة وقد عزها الشرك (أي غلبها وقهرها) شبه حالة قلبه بحالتها (وقت مغلبة الشرك إياها) فاضطرابها الشديد هذا وتلك المجاذبة إنما هما من تلك الغلبة لا من الغر ولا من الجر؛ فما ارتعشت حين غرت وما كان ذلك الاضطراب العظيم لما جرت، ولكن تتابع اضطرابها حين استمكن الشرك منها وغلبها وقهرها ورامت الإفلات منه. وإنه لينادى على أن اللفظة (عز) لا غيرها هو ما جاء بعدها: (فباتت تجاذبه وقد علق أو غلق الجناح) ولو لم يكن هذا الحرف المروى ما كان أبو العباس أعلن في (كاملة) تلك الشهادة: (قد قال الشعراء قبله وبعده فلم يبلغوا هذا المقدار) وبلفظة يقوى ويسمو بيت وبلفظة يهوى. ورحم الله قائل الشعر ورواته، أبا تمام، وأبا العباس، وأبا الفرج وغيرهم، وشارحيه أبا زكرياء التبريزي وأبا علي المرصفي وغيرهما ممن لم تصل إلينا شروحهم. ورحم مخالف من شعر، ومن روى، ومن شرح الأديب العبقري (الرافعي)، وهم العبقريين يشذون ويخالفون، وحيهل بخلافهم وشذوذهم! ويا طول حزن العربية ومجلتها على حجة الأدب وأديب العربية حقا (مصطفى صادق الرافعي)، ومد الله في عمر الأديب العالم الباحث الأستاذ الشيخ محمود أبو ريه المصري المسلم الكريم المفضل.

السهمي

إلى الأستاذ الأكبر الشيخ مصطفى عبد الرزاق:

الآن، وقد سكنت تلك العجاجة واستنارت الشبهة بعد ذلك للناس وصرح الحق عن محضة - يحق لكل من ينشد الإصلاح أن يتوجه إلى جليل مقامك ليفضي إليه بما يريد.

تعلم - يا سيدي الجليل - أن الأزهر ظل قروناً معتسفاً في طريقه، مكبلاً بجموده، قائما على طريق أبعدته عن أداء ما عليه؛ فهو في الدين لم يكشف بعد عن جليل أسراره لينشرها، ولم يبين عقائده الصحيحة التي جاء بها، ولم يستطيع أن يثبت أن أحكامه الصائبة تساير نظام الاجتماع في كل زمان ومكان. وفى الدنيا لم يشارك سائر الجامعات

<<  <  ج:
ص:  >  >>