للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يصوب على العافين مزن بنانه ... فيُكبت حسادا وينبت أنعما

قلت: (فيَكبت) هناك الكبت لا الإكبات.

في الأساس: كبت الله عدوك كبه وأهلكه، ومن المجاز: فلان يكبت غيظه في جوفه. في التاج: في التنزيل (كبتوا كما كبت الذين من قبلهم) أصل الكبت الكبد فقلبت الدال تاء، أخذ من الكبد وهو معدن الغيظ والأحقاد فكأن الغيظ لما بلغ بهم مبلغه أصاب أكبادهم فأحرقها، ولهذا قيل للأعداء: هم سود الأكباد. وفي الكشاف في تفسير (ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين): أو يكبتهم أو يخزيهم ويغيظهم بالهزيمة، ويقال: كبته بمعنى كبده بالغيظ والحرقة، وقيل في قول أبي الطيب (لأكبت حاسدا وأرِى عدوا) هو من الكبد والرئة.

قلت: يقال للأعداء: هم زرق العيون كما يقال لهم سود الأكباد. في الكشاف:

إن الزرقة أبغض شيء من ألوان العيون إلى العرب، لأن الروم أعداؤهم، وهم زرق العيون، ولذلك قالوا في صفة العدو: أسود الكبد، أصهب السبال، أزرق العين. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>