للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بالطرق الصناعية التي اكتشفت عام ١٩٣٨ كانت باهظة التكاليف فيساوى الرطل الواحد منه ٣٦٠ جنيهاً إلى أن ظهر كيماوي اسمه هكمان كان يشتغل في تجارب تجفيف الأفلام في مصانع كوداك. وكان يجرب إحدى طرق التجفيف في أنبيق مفرغ من الهواء للحصول على ضغط منخفض يساعد على سرعة الغليان بدون ارتفاع كبير في درجة الحرارة.

وفي أحد الأيام كان هكمان يسير الهوينا في طريقه فوقف قبالة أحد الحوانيت يرقب معروضاته، وهناك شهد زجاجات زيت كبد الحوت، فأحس بالقيء يتولاه، إذ ذكر طفولته حينما كانت أمه تجرعه مادته الكريهة التي عافت نفسه طعمها ورائحتها فسأل نفسه:

- لماذا لا يستخرج الفيتامين الحيوي من هذا الزيت المؤلم؟ لماذا لم يجمعه العلماء في أقراص صغيرة يبتلعها الإنسان فلا تتلوى أمعاؤه؟

وشغلت الفكرة باله، فما كاد يرى الأنبيق المفرغ من الهواء حتى طرأت على ذهنه تجربة: فلماذا لا يغلي ذلك الزيت في الأنبيق فيتيسر له الحصول على مبتغاه دون أن يقتل الفيتامينات؟ وهرع إلى الحانوت ثانية، فأشترى زجاجة من زيت كبد الحوت، وعاد بها إلى أنبيقه لينفذ فكرته.

ونجحت التجربة وولدت صناعة جديدة، وافتتح مصنع كوداك فرعاً جديداً لتقطير الزيوت، فلما أعلنت الحرب وحرمت الولايات المتحدة من حيتان النرويج وزيتها غذت المصانع الشعب بالفيتامين المستخرج من أسماك المياه الأمريكية.

من مخلفات المصانع:

وتحول (هكمان) إلى فيتامين يجرب استحضاره، وكان هدفه الإنتاج الرخيص الهين. وكان من اليسير أن يستخرجه من زيوت الحنطة، ولكنها كانت غالية الثمن مما يتعذر معه إنتاج الفيتامين بأثمان ميسورة للفقراء ورقيقي الحال.

وفكر في زيوت النباتات وأهمها حبوب الصويا والفول السوداني وبذرة القطن. والمعروف أنها تحتوي على واحد في الألف من فلما مرت في عمليات الحزم والضغط، وجد أن فيتامينها قل إلى النصف، فأين ذهب النصف الآخر؟

ووجه همه وهم أتباعه إلى مهملات المصانع التي تستغل هذه الزيوت، فوجد النصف الباقي قد تسرب إلى قاذوراته ومهملات من أوراق لف ونباتات حزم. وإلى كل مكان

<<  <  ج:
ص:  >  >>